مراحل المرض
في البداية، تشرح الدكتورة شومسري أن سرطان الثدي هو نمو غير طبيعي للخلايا في أنسجة الثدي، وأنه يصيب النساء، والرجال بنسبة أقل. وتوضح أنه بعد تأكد الإصابة، يقوم الفريق الطبي بإجراء فحوص إضافية؛ لتحديد مدى انتشار السرطان، الذي يصنف وفق 5 مراحل: من (صفر) إلى (4). والمرحلة الأقل تعني أن السرطان أقل تقدماً، وأعلى احتمالية للشفاء. على سبيل المثال، في المرحلة (صفر)، يكون السرطان محصورًا داخل قناة الثدي، ولم يخترق الأنسجة بَعْد، ومع تقدم السرطان، تزداد المرحلة، حيث تعني المرحلة (4) أن السرطان قد انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، ويعتبر غير قابل للشفاء. لهذا تؤكد الدكتورة سارانايا أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي، وضرورة أن تجري النساء فحوصاً دورية في المنزل، وعند الطبيب، لأن في ذلك خلاصهن.
وفي ردها على سؤالنا عن العلاجات الأكثر شيوعًا، المتاحة لمريضات سرطان الثدي في مراحله الأولى، توضح أخصائية أورام سرطان الثدي أن العلاج التقليدي لسرطان الثدي في هذه المرحلة يبدأ، عادةً، بالجراحة لإزالة الورم. وبعدها، تخضع غالبية المصابات لعلاجات إضافية، مثل: العلاج الإشعاعي، والعلاج الكيميائي، والعلاج الهرموني. وفي بعض الحالات، قد يتم إعطاء العلاج الكيميائي، أو العلاج الهرموني قبل الجراحة؛ لتقليص حجم السرطان، وجعل إزالته أكثر سهولة.
خطة مناسبة
وحول العوامل، التي تؤثر في اختيار خطة العلاج المناسبة، تجيب الدكتورة شومسري: إن الخطة العلاجية تعتمد على نوع سرطان الثدي ومرحلته، بالإضافة إلى الصحة العامة للمريضة، وتفضيلاتها. لهذا تؤكد الطبيبة المختصة بعلاج الأورام السرطانية أنه على المصابة ضرورة إجراء مناقشات مفتوحة ومفصلة مع مقدمي الرعاية الصحية، لفهم خيارات العلاج الخاصة بها، ما يساعدها على اتخاذ قرارات مدروسة، تتناسب مع حالتها الخاصة، مضيفة أن لكل حالة خطة علاجية خاصة، والفريق الطبي يمكنه أن يوجه المريضة نحو النهج الأفضل لحالتها.
نسمع كثيراً عن الآثار الجانبية لعلاج سرطان الثدي، وأبرزها تساقط الشعر، فهل هناك فرق بين هذه العلاجات، وآثارها؟ توضح الدكتورة سارانايا أن العلاج الجراحي يتضمن إزالة السرطان من الثدي، وأحياناً بعض العقد الليمفاوية القريبة، وقد تشمل مضاعفاته: الألم، والنزيف، والعدوى، وتورم الذراع. فيما يستخدم العلاج الإشعاعي، أشعة قوية من الخارج، توجه إلى نقاط محددة على الجسم. وتشمل الآثار الجانبية لهذا العلاج: الشعور بالإرهاق الشديد، وظهور طفح جلدي في المكان الذي يوجه إليه الإشعاع، وتورم الثدي، لكنه نادراً ما يسبب مشاكل، مثل: تلف القلب أو الرئتين، أو نمو سرطان جديد.
أما العلاج الكيميائي، فيعتمد على أنواع أدوية قوية، ومن آثاره الجانبية الشائعة: تساقط الشعر، والغثيان، والقيء، والإرهاق الشديد، وزيادة خطر العدوى. أما الآثار الجانبية النادرة، فهي: انقطاع الطمث المبكر، أو تلف الأعصاب، ومن النادر جداً تسببه في سرطان خلايا الدم.
ما المقصود بالعلاجات المستهدفة، والعلاج المناعي؟.. تشرح شومسري: إن العلاج المستهدف يستخدم أدوية تهاجم مواد كيميائية محددة في خلايا السرطان، مثل مستقبلات (HER2)، لهذا يُستخدم للمصابات بسرطان الثدي الإيجابي (HER2). وتتابع، مبيّنة أن العلاج المناعي عبارة عن أدوية تعزز جهاز المناعة، وتساعده على قتل خلايا السرطان، ويُستخدم غالباً في علاج المصابات بسرطان الثدي الثلاثي السلبي.
اختبارات جينية
ماذا عن الاختبارات الجينية في تقييم خطر الإصابة بسرطان الثدي، وهل هي مهمة في الوقاية من المرض؟.. تؤكد أخصائية أورام سرطان الثدي أن هذه الاختبارات تلعب دوراً مهماً في تخصيص خطط الفحص المستقبلية للمرضى. كما أن هناك علاجات مستهدفة مثل مثبطات (PARP)، تكون فعالة للمريضات اللواتي لديهن طفرات في جين (BRCA). وغالباً يُوصى بإجراء هذه الاختبارات، بشكل خاص للنساء اللواتي تم تشخيصهن في سن مبكرة، أو لديهن تاريخ عائلي للمرض، أو مصابات بسرطان الثدي الثلاثي السلبي.
يُقال: إن الدعم النفسي والاجتماعي يشكل نصف علاج سرطان الثدي؛ فهل هذا صحيح؟.. تجيب الدكتورة شومسري مؤكدة أهمية هذا الدعم، خاصة للنساء اللاتي يخضعن للعلاج. وتوضح أن الاعتماد على شبكة الدعم من الأسرة، والأصدقاء، والمجموعات الداعمة، يوفر قوة عاطفية، ومساعدة عملية وحيوية. فوجود رحلة علاجية فريدة، ونظام دعم قوي، يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا، ولأن علاج سرطان الثدي يكون مرهقًا جسديًا وعاطفيًا، فمن الضروري أن تكون صحة المريضة، ورفاهيتها، في مقدمة الأولويات طوال فترة العلاج.
مفاهيم خاطئة
ما أكثر المفاهيم الخاطئة المرتبطة بسرطان الثدي؟.. تخبرنا أخصائية أورام سرطان الثدي بأن أكثر ما يؤثر فيها، هو أن مريضات عديدات، خاصة الشابات، يخضعن لجراحة سرطان الثدي، لكنهن يقررن عدم استكمال العلاجات الضرورية، مثل: العلاج الكيميائي أو المثبطات الهرمونية، معتقدات أن الجراحة وحدها كافية، ما يؤدي إلى تعرض العديدات منهن، لاحقاً، لانتكاسات غير قابلة للعلاج.
وتشرح: إن هذا الأمر يكشف عن مفهوم خاطئ وشائع جداً، هو أن الجراحة وحدها كافية لعلاج سرطان الثدي، ولكن تعتبر العلاجات الإضافية، مثل: الكيميائي والهرموني، ضرورية لمنع عودة السرطان، وتحقيق نتائج أفضل على المدى الطويل. وتشدد أخصائية أورام سرطان الثدي على أهمية أن تناقش المريضة خيارات العلاج بعمق مع أطبائها، وأن تلتزم بالخطة العلاجية الموصى بها؛ لزيادة فرصها في الشفاء، والبقاء على قيد الحياة. كما تنصح المرأة عند تشخيصها بسرطان الثدي، بالتركيز – هي وعائلتها – على جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات والدعم، لأنه من الطبيعي أن تشعر بالإرهاق والخوف. بالإضافة إلى ذلك، تنصح شومسري باستكشاف التجارب السريرية، إذ يمكن أن توفر هذه التجارب الوصول إلى علاجات متقدمة، وتقديم خيارات إضافية، قد لا تكون متاحة من خلال العلاجات التقليدية، وهنا يمكن لفريقها الطبي مساعدتها على تحديد ما إذا كان الانضمام إلى تجربة سريرية خياراً قابلاً ومفيداً لها.
5 أسئلة.. وأجوبة
1 . ما العوامل، التي تزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي؟
السبب الدقيق، لمعظم حالات سرطان الثدي غير معروف، لكن الخبراء اكتشفوا عدداً من العوامل، التي تزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي، وهي:
– التاريخ العائلي، أو الشخصي، للإصابة بسرطان الثدي.
– الحالات المرضية السابقة بالثدي.
– بداية الدورة الشهرية مبكرًا، أو انقطاع الطمث متأخراً.
– وجود أنسجة كثيفة في الثدي؛ لكونك أنثى.
– إنجاب الطفل الأول في سن متأخرة، أو عدم الحمل مطلقًا.
– التقدم في العمر، والتغيرات الوراثية.
– العلاج الهرموني بعد انقطاع الطمث، والسمنة، والتعرض للإشعاع.
2 . ما أهم أعراض سرطان الثدي، التي يجب أن تنتبه إليها النساء؟
تشمل علامات وأعراض سرطان الثدي:
– وجود كتلة في الثدي، أو منطقة سميكة من الجلد تبدو مختلفة عن الأنسجة المحيطة.
– أن تبدو الحلمة مسطحة، أو تنقلب إلى الداخل.
– تغيرات في لون جلد الثدي. ولدى ذوات البشرة البيضاء، قد يظهر الجلد ورديًا أو أحمر. ولدى ذوات البشرة الداكنة، قد يظهر الجلد أغمق من الجلد الآخر على الصدر، أو قد يبدو أحمر أو أرجوانياً.
– تغيرات في حجم، أو شكل، أو مظهر الثدي.
– تغيرات في الجلد فوق الثدي، مثل الجلد الذي يبدو منقراً، أو يشبه قشرة البرتقال.
– تقشر أو تكسر جلد الثدي.
3 . ما أهمية الفحوص الدورية، ونمط الحياة الصحي في الوقاية من سرطان الثدي؟
يوصي الأطباء، دائماً، ببدء فحص سرطان الثدي عند سن الأربعين. فالكشف المبكر والفحوص الدورية لسرطان الثدي هي المفتاح لتقليل الوفيات الناتجة عن سرطان الثدي. ويبقى «الماموغرام» الأداة الأفضل المتاحة، إذ أظهر أنه يقلل الوفيات الناتجة عن سرطان الثدي. كما أن تغير روتين الحياة اليومية يساعد في تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي، مثل: ممارسة الرياضة بانتظام، والحفاظ على وزن صحي، وتقليل استخدام هرمونات ما بعد انقطاع الطمث، والاستمرار في إجراء الفحص الدوري.
4 . هل توجد أدوية وقائية من سرطان الثدي؟
إن استخدام أدوية وقائية، مثل الأدوية التي تمنع تأثير الإستروجين، يمكن أن يقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي، لاسيما عند من لديها عوامل خطر عالية. وتشمل خيارات الأدوية: مثبطات مستقبلات الإستروجين الانتقائية، ومثبطات الأروماتاز. وتُستخدم هذه الأدوية، أيضاً، كعلاج هرموني لسرطان الثدي. لكن لهذه الأدوية آثار جانبية، لذا فإنها تعطى فقط لمن لديهن عوامل خطر مرتفعة جداً من سرطان الثدي.
5 . ما أحدث تقنيات تشخيص سرطان الثدي؟
لا يزال «الماموغرام»، وهو أشعة سينية للثدي، فحصاً مثالياً وقياسياً للكشف عن سرطان الثدي منذ السبعينيات، ويستخدم لتحديد المناطق المقلقة.
كذلك، يعد التصوير الشعاعي الرقمي للثدي ثلاثي الأبعاد، أو الماموغرافيا ثلاثية الأبعاد، أفضل الممارسات للكشف المبكر عن سرطان الثدي، حيث يوفر صورًا أكثر تفصيلًا، مقارنةً بـ«الماموغرام» التقليدي.
وهناك، أيضاً، التصوير بالموجات فوق الصوتية، الذي يقدم معلومات إضافية عن كتلة الثدي. ومن التقنيات، أيضاً، التصوير الجزيئي للثدي، وهو يستخدم مادة مشعة وكاميرا خاصة للكشف عن أنسجة الثدي؛ لزيادة الدقة، خاصةً لدى النساء ذوات الأثداء الكثيفة، أو المخاطر المتوسطة.
وبالتأكيد، يوفر التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) صورًا مفصلة للثدي، ويستخدم أحيانًا لفحص مناطق أخرى، أو للكشف عن السرطان في الثدي الآخر. ويُستخدم عادةً في حالات المخاطر العالية.