عبر وفد المفاوضات الإسرائيلي بعد عودته من جولة مفاوضات في قطر، حول اتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق نار، عن تفاؤل من نتائج جولة “المفاوضات”، التي استمرت يومي الخميس والجمعة الماضيين، رغم أنها لم تفضِ إلى أي تقدم أو تفاهمات.
وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أن “الفريق المفاوض عبر أمام نتنياهو عن تفاؤل حذر بشأن إمكانية التقدم نحو إبرام صفقة، وذلك بناء على أساس المقترح الأميركي الجديد الذي يستند إلى مقترح 27 أيار/ مايو، وهو يتضمن مكونات مقبولة لإسرائيل”.
وعبر الرئيس الأميركي، جو بايدن، أول من أمس، عن اعتقاده أن الاتفاق بات يلوح في الأفق الآن، رغم أن الأمر “لم ينته بعد”، وكتب على مواقع التواصل الاجتماعي أنه “لا ينبغي لأحد في المنطقة أن يتخذ إجراءات لتقويض هذه العملية”، وقال في وقت لاحق للصحفيين إنه متفائل بشأن احتمالات التوصل إلى وقف إطلاق النار.
وأشار المحلل العسكري في موقع “زمان يسرائيل” الإخباري، أمير بار شالوم، اليوم الأحد، إلى أن اللقاء في قطر “لم ينته بإغلاق الباب من جانب أي من الأطراف. وإذا كان الاختبار هو عدم الوصول إلى أزمة، فإنه بالإمكان القول بكل تأكيد إن هذا نجاح من هذه الناحية”.
وأضاف أنه “بالنسبة للولايات المتحدة خصوصا، فإن هذا ’كسب للوقت’ هام في سياق الانتقام الإيراني على اغتيال إسماعيل هنية”.
وتابع أنه “على ما يبدو أن الانفجار الذي تم منعه بين إسرائيل وحماس منع انفجارا أكبر، كالذي بإمكانه أن يجرّ بسهولة إلى حرب إقليمية لا يريده أي من الأطراف، ولكن في ظروف معينة قد ينفجر طبعا”.
ولفت بار شالوم إلى أن “هذا هو سبب تشديد بايدن على ما تم الاتفاق عليه – بدون الخوض في تفاصيل طبعا – وأخفى الخلافات. وهذه كانت رسالة موجهة بالأساس إلى إيران وحزب الله”.
وقال بايدن، مساء الجمعة، إنه “حتى ساعة مضت كان الأمر لا يزال مطروحا. أنا متفائل. الأمر لم يقترب من نهايته. هناك بضعة قضايا أخرى. أعتقد أن لدينا فرصة”.
وعندما سُئل عن موعد بدء وقف إطلاق النار في حال التوصل إلى اتفاق، قال بايدن بايدن للصحافيين إنه “يبقى أن نرى ذلك”.
وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، مطلع على تفاصيل المفاوضات، لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، أن “التسريب لوسائل الإعلام الإسرائيلية بأن الأطراف قريبة من التوصل إلى اتفاق، يتطلب قدرًا كبيرًا من الشر، وأن جميع المشاركين سيجتمعون في القاهرة قريباً لإتمام الصفقة، وأن كبار المفاوضين يدعمون الخطة المتبلورة، كل هذا محض هراء”.
وأضاف أن “الحقيقة هي أن رؤساء فرق المفاوضات لا يمكنهم دعم أو معارضة أي اتفاق، لأنه ببساطة لا يوجد اتفاق كهذا”.
واعتبر المسؤول الإسرائيلي أن “الوسطاء مجرد وسطاء، يديرون مفاوضات تكون في الغالب بينهم وبين أنفسهم، وفي أفضل الأحوال بينهم وبين الفريق الإسرائيلي، دون أخذ مطالب الشخصين الأكثر أهمية في الاعتبار، وهما نتنياهو والسنوار”.
وشدد على أنه “في الواقع، لم تُحل أي مشكلة جوهرية، ولا حتى شبه جوهرية، خلال اليومين الماضيين في الدوحة، واحتمال حلها في الأسبوع المقبل يكاد يكون أعلى بقليل من احتمال تحقيق سلام عالمي بحلول ذلك الوقت”.