استهدفت ضربات إسرائيلية مواقع عسكرية في منطقة طرطوس الساحلية السورية، في ساعة مبكرة من صباح الإثنين 16 ديسبمر/كانون الأول، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ووصف المرصد الضربات الإسرائيلية بأنها “أعنف الضربات” في المنطقة منذ أكثر من عقد.
ونقلت فرانس برس عن المرصد السوري لحقوق الإنسان قوله إن “طائرات حربية إسرائيلية شنت ضربات” استهدفت سلسلة من المواقع بما في ذلك وحدات الدفاع الجوي و”مستودعات صواريخ أرض-أرض”، فيما قال إنها “أعنف الضربات في المنطقة الساحلية السورية منذ بدء الضربات في عام 2012”.
وكانت الحكومة الإسرائيلية، قد أعلنت مساء الأحد عن موافقتها على خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتوسيع الاستيطان في الجولان المحتل، بحسب ما ورد في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء.
تحركات دبلوماسية
تُضاعف دول عدة آثرت الحذر في بادئ الأمر، جهود فتح قنوات تواصل مع الحكومة السورية الجديدة، بعد أسبوع على سقوط بشار الأسد.
وفي دمشق التقى قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع الذي يقود فصيله السلطة الجديدة في سوريا، الأحد في دمشق المبعوث الأممي لسوريا غير بيدرسن، وفق ما أفاد بيان للإدارة السورية الجديدة على قناة تليغرام.
وجاء في البيان أنه جرى خلال اللقاء “بحث ومناقشة ضرورة إعادة النظر في القرار 2254 نظرا للتغيرات التي طرأت على المشهد السياسي، ما يجعل من الضروري تحديث القرار ليواكب الواقع الجديد”، في إشارة إلى قرار مجلس الأمن المتعلق بوقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية للوضع في سوريا.
وذكر البيان أن الشرع شدد على “ضرورة التركيز على وحدة الأراضي السورية وإعادة الإعمار وتحقيق التنمية الاقتصادية”. وأضاف البيان أنه أثار أيضا “أهمية توفير بيئة آمنة لعودة اللاجئين وتقديم الدعم الاقتصادي والسياسي لتحقيق ذلك”.
وفي وقت سابق الأحد، كان بيدرسن حض على “عملية سياسية… تشمل جميع السوريين”، قائلا إن “هذه العملية تحتاج بالتأكيد إلى أن يقودها السوريون أنفسهم” مع “مساعدة ودعم” من بقية العالم.
كما رحبت دول ومنظمات عدة بسقوط الأسد، لكنها قالت إنها تتريث في تعاطيها مع السلطات الجديدة بانتظار رؤية نهجها في إدارة البلاد وطريقة تعاملها مع الأقليات والمرأة.
وقد أعلن بعض منها إجراء تواصل مع السلطات السورية الجديدة. إذ بعد واشنطن السبت 14 ديسبمر/كانون الأول، أعلنت المملكة المتحدة الأحد أنها تجري “اتصالات دبلوماسية” مع هيئة تحرير الشام.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الأحد في تصريح لوسائل إعلام بريطانية إن هيئة تحرير الشام “تظل منظمة إرهابية محظورة (في المملكة المتحدة)، لكن يمكننا إجراء اتصالات دبلوماسية”.
وتصنف الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها من الدول، هيئة تحرير الشام كمنظمة إرهابية.
وقررت فرنسا أن ترسل بعثة دبلوماسية إلى دمشق الثلاثاء، للمرة الأولى منذ 12 عاماً، حسبما أعلن وزير الخارجية جان نويل بارو في تصريحات لإذاعة “فرانس إنتر” الأحد.
وأعلنت الدوحة أيضاً وصول وفد قطري إلى سوريا ولقائه مسؤولين في الحكومة الانتقالية في البلاد، كما أعلنت “استئناف عمل سفارتها في سوريا اعتباراً من الثلاثاء”.
وفي تركيا، أعلن وزير الدفاع يشار غولر الأحد أنّ أنقرة مستعدّة لتقديم دعم عسكري للحكومة السورية الجديدة إذا طلبت ذلك، مؤكداً أنّه يجب منحها الفرصة للعمل.
وقال غولر إن الإدارة الجديدة تعهدت “احترام المؤسسات والأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى” ووعدت بالإبلاغ عن أي معلومات تتعلق بالأسلحة الكيميائية إلى المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية.
يشار إلى أن هيئة تحرير الشام بقيادة الشرع الذي كان يعرف بلقبه “أبو محمد الجولاني”، فكت ارتباطها بتنظيم القاعدة في العام 2016.
وتسعى السلطات الجديدة إلى طمأنة المجتمع الدولي حيالها.
وأكد رئيس الحكومة الانتقالية في سوريا محمد البشير أن تحالف المعارضة المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام سيضمن حقوق جميع الطوائف والمجموعات، داعياً ملايين السوريين الذين لجأوا إلى الخارج للعودة إلى وطنهم.
وبعد أسبوع من الاحتفال بسقوط الأسد، بدأ السوريون يستعيدون حياتهم الطبيعية في العاصمة دمشق. والأحد عاد عشرات من التلاميذ في العاصمة إلى المدارس للمرة الأولى منذ سقوط حكم الأسد. كذلك، فتحت الجامعات أبوابها وحضر بعض الموظفين الإداريين والأستاذة إلى مكاتبهم.
وبحسب فرانس برس، انتشرت شرطة المرور التابعة للسلطات الجديدة السبت في شوارع العاصمة، فيما انكب عمال البلدية على تنظيف الطرق. وأعيد فتح معظم المتاجر، بما في ذلك سوق الحميدية الشهير في دمشق القديمة. كذلك تم إحياء قداس الأحد في كاتدرائية سيدة النياح، بحضور عدد من المصلين.