قال تقرير أعده المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، إن إرهاب المستعمرين وصل إلى مستويات قياسية، ورفع درجة الاحتقان في القرى والبلدات الفلسطينية.
وأضاف المكتب في تقرير الاستيطان الأسبوعي الصادر، اليوم السبت، أنه بتكامل الأدوار بين وزيري الأمن القومي بن غفير والمالية سموتريتش، وبرعاية بنيامين نتنياهو يتحول عنف وإرهاب المستعمرين إلى مسألة تثير الجدل حتى في اوساط أجهزة الحكم في دولة الاحتلال، خاصة أن الأعمال الارهابية، التي يرتكبها هؤلاء المستعمرون في البلدات والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية تجري بشكل منظم وعلى أيدي مجموعات في وضح النهار، وأمام وسائل الاعلام، ما بات ينذر بانفجار الاوضاع في الريف الفلسطيني.
وتطرقت إلى افتتاحية صحيفة “هآرتس” في عددها الصادر الاثنين الماضي، حيث ذكرت أن بن غفير يستغل سلطاته وموارده كوزير للأمن القومي لدعم الإرهابيين اليهود الذين يُعتبرون “الذراع العسكرية للمنظمة التي ينتمي إليها، ويمثّل مصالحها في الحكومة”.
وأوضحت الصحيفة أن أحد الإرهابيين اليهود المستفيدين من دعم بن غفير هو عميرام بن أوليئيل، قاتل عائلة دوابشة، الذي تلقى زيارتين في سجن “أيالون” من مفوِّض مصلحة السجون “كوبي يعقوبي”، الذي كان يعمل سابقًا سكرتيرا أمنيا لبن غفير، وساهم في تخفيف شروط سجن “بن أوليئيل”، وسجناء أمنيين يهود آخرين، بناءً على طلب بن غفير، الذي كان هو نفسه “محامي الدفاع” عن قائل عائلة دوابشة.
ووجهت الصحيفة انتقادات حادة لما وصفته بـالإرهاب اليهودي، موضحة أن “بن أوليئيل” يعد أحد أبطال هذه الحركة، التي تضم العديد من الأعضاء، بمن في ذلك رجال في الميدان، وحاخامات، وشخصيات في مواقع السلطة في مؤسسات دولة الاحتلال، وتمثيلها يمتد إلى الحكومة والكنيست.
وفي ظروف الحرب الوحشية على غزة، حصلت وزارة بن غفير على ميزانية إضافية بقيمة 637 مليون شيقل مخصصة، لتشكيل مئات المجموعات المسلحة في مستعمرات الضفة الغربية، تحت مسميات مختلفة على أن تتولى وزارة الأمن القومي الإسرائيلية بنفسها مسؤولية شراء الأسلحة والذخائر والمعدات ذات الصلة بتشكيل هذه المجموعات.
وحسب تقرير لموقع “كالكلسيت” الاقتصادي العبري، فإن هذه الوزارة أبرمت في ضوء ذلك عقودا تحصل بموجبها على 40 ألف بندقية حربية من طراز (M16)، وأكثر من 5.5 مليون رصاصة، وأكثر من 20 ألف طقم حماية من الخوذات والسترات الواقية.
“جيش بن غفير”، يتكون من آلاف المستعمرين الذين يسكنون في بؤر استعمارية ومستعمرات كبيرة، تعرف بأنها معاقل التنظيمات الإرهابية، وأبرزها تنظيم “تدفيع الثمن”، وهذه التنظيمات الارهابية واظبت منذ سنوات على تنفيذ عمليات ضد أملاك الفلسطينيين ومنازلهم، أدت لارتقاء شهداء، وتهجير تجمعات فلسطينية كاملة في وسط الضفة الغربية وجنوبها.
سياسة تسليح المستعمرين هذه أثارت اهتمام الولايات المتحدة ودولا أوروبية، وتواصلوا بشأنها مع حكومة بنيامين نتنياهو، بل إن إدارة بايدن هددت إسرائيل بوقف إرسال الأسلحة إذا استمرت عملية تسليح المستعمرين، لكن هذا التهديد لم يُنفذ رغم ظهور بن غفير وقادة في الشرطة الإسرائيلية في صور وفيديوهات بعد ذلك، وهم يشرفون على تسليح المزيد من المستعمرين.
وإلى جانب الدعم الحكومي الإسرائيلي الكبير لعمليات تسليح المستعمرين وتنظيمهم في “ميليشيات بن غفير”، فإن تسليحهم يحظى بتبرعات كبيرة من “أصدقاء مستعمرات شمال الضفة الغربية”، في عديد من الدول، فعملية التمويل هذه بملايين الشواقل أثمرت عن إطلاق نظام إنذار ومراقبة يتكون من عشرات الطائرات الحرارية بدون طيار تعمل على مدار الساعة في المستعمرات، حسب الليكودي المتطرف يوسي داغان.
سموتريتش هو شريك بن غفير في رعاية الارهاب اليهودي في الضفة الغربية، حيث أحكم قبضته على “الادارة المدنية”، وحولها بمختلف دوائرها وأجهزتها إلى أداة طيعة تماما في خدمة مخططاته، وفي هذا السياق تم الكشف مؤخرا عن خطة تحمل اسم “خط المحراث”، تنفذها على قدم وساق منظمة “ريغافيم” الاستعمارية، لتعزيز الاستيلاء على المناطق المصنفة “ج” في الضفة الغربية، ومنع أي تمدد فلسطيني فيها.
“ريغافيم” هذه هي أحد أذرع سموتريتش، فهذه المنظمة تملك طائرات مسيرة تمكنها من متابعة بناء الفلسطينيين المتواصل حتى في الأماكن التي يصعب الوصول إليها، كما أنها تشتري صورًا جوية لتحليلها، من خلال عدد من الباحثين المختصين بذلك.
تجدر الاشارة أن “يخيم زيك”، المدير التنفيذي لمنظمة “ريغافيم”، يشغل الآن منصب رئيس مكتب وزير النقب والجليل إسحق فيسرلاوف، كما أن ساريا ديمسكي، الذي يشغل منصب رئيس مكتب سموتريتش، كان هو الآخر وما زال عضوا فيها.
ومن المعروف كذلك أن وثيقة وزعت على السياسيين قبل الانتخابات الأخيرة للكنيست، ترسم الخطط الاستراتيجية التي ستعمل منظمة “ريغافيم” على تنفيذها في الضفة الغربية، وتتضمن توصيات للحكومة الحالية، لتنفيذها، وقد تم إدخال هذه التوصيات، كما هو معروف في اتفاق الائتلاف الحكومي بين حزب الصهيونية الدينية بزعامة سموتريتش وحزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو، لتشكل أرضية حكومة اليمين المتطرف، خاصة إطلاق المعركة على مناطق “ج”، وتسريع عملية المصادقة على خطط البناء في المستوطنات، وإجراء إحصاء سكاني للفلسطينيين في الضفة الغربية.
المجالس الإقليمية للمستعمرات تشغل أقسامًا أرضية، تقوم هي الأخرى بالرقابة، والإبلاغ عن أي أنشطة فلسطينية في مناطق “ج”، وهي تعمل بالتعاون مع “ريغافيم”، وكانت قد حصلت على دفعة قوية في فترة حكومة لابيد – بينيت بتخصيص نحو 20 مليون شيقل.
ومؤخرًا كشفت “وزارة الاستيطان” أنها ستخصص 40 مليون شيقل إضافية من أجل دعم هذه الأقسام.
وفي الانتهاكات الأسبوعية التي وثقها المكتب الوطني للدفاع عن الأرض، فقد كانت على النحو التالي:
القدس
هدمت سلطات الاحتلال منزل المواطن يونس عودة بحي البستان في بلدة سلوان، بحجة البناء بدون ترخيص وأجبرت المواطن عبد الله ماهر السلايمة على هدم منزله، في حي واد قدوم بالبلدة، لذات الحجة.
كما هدمت بركسا يُستخدم لغسيل المركبات، وأرضية معرض سيارات في حي وادي الجوز، وجرفت أرضا، خاصة لعائلة سلمان الأطرش في بلدة صورة باهر.
وأقام مستوطنون بؤرة استيطانية جديدة قرب قرية الخان الأحمر البدوي شرق القدس المحتلة، لا تبعد سوى 150 مترا عن قرية الخان الأحمر البدوية، حيث أحضر 10 مستعمرين خيمة، ومولدات كهرباء، وأصبحوا يعتدون منذ اليوم الأول على قرية الخان الأحمر والتجمعات المحيطة.
الخليل
هاجمت مجموعة من المستعمرين المدججين بالسلاح قرية سوسيا في مسافر يطا، واعتدوا على مواطنين بالضرب بالهراوات، ما تسبب بإصابة عدد من المواطنين برضوض وجروح، فيما اعتدى آخرون على المواطنين في قرية البويب جنوب الخليل، وحاولوا سرقة أغنام من قرية البويب.
كما استولى المستعمرون على جرار زراعي يعود للمواطن عزات دعاجنة، وهاجم آخرون منزل أنس محمد محمود طميزي، في بلدة إذنا عند مدخل البلدة، بمحاذاة الشارع الالتفافي بالقرب من البرج العسكري المقام على مدخل البلدة، وأحرقوا مركبته، وخطّوا شعارات تحريضية على المنازل، تطالب الأهالي بالرحيل من المنطقة.
كما هاجم آخرون من مستعمرة “بني حيفر” مساكن المواطنين وبركساتهم في “واد الملاقي” بقرية البويب شمال شرق بلدة يطا، وفككوا 6 مساكن من الصفيح وبركسات، واستولوا على محتوياتها.
بيت لحم
استشهاد الشاب خليل سالم خلاوي (40 عاما)، وإصابة 4 آخرين بجروح متوسطة، جراء إطلاق مستعمرين النار عليهم، وعلى منازلهم في قرية وادي رحال جنوب بيت لحم”، بحماية قوات الاحتلال.
نصب مستعمرون ثلاث خيام على أراض في مناطق “الطينة”، و”الحجار”، و”وادي الابيض”، شرق قرية المنية جنوب شرق بيت لحم، بهدف الاستيلاء عليها، لأطماع استعمارية.
كما تجمع مستعمرون عند المدخل الغربي لبلدة تقوع رافعين أعلام دولة الاحتلال، وهاجموا مركبات المواطنين. وفي منطقة “خلة القطن” جرف مستعمرون عدة دونمات زراعية، واقتلعوا عددا من أشجار الزيتون واللوزيات، كما أخطرت قوات الاحتلال بهدم منازل قيد الإنشاء في قرية المالحة، بحجة البناء دون ترخيص.
رام الله
اقتحم عشرات المستعمرين قرية دير قديس غرب رام الله، بحماية قوات الاحتلال، ودهموا عددا من المنازل المهجورة.
نابلس
أحرق مستعمرون مساحات واسعة من أراضي قرية صرة غرب نابلس مزروعة بأشجار الزيتون، فيما هاجم آخرون منطقة “خلة العبهر” شرق قرية روجيب، وحطموا زجاج مركبات على أطراف القرية،. كما هاجم مستعمرون منازل الفلسطينيين في بلدة بيت فوريك من الجهة الغربية من البلدة، وأقاموا بؤرة استعمارية من الخيام، قرب حاووز المياه المغذي للبلدة، وأحضروا أغنامهم.
قلقيلية
شرعت سلطات الاحتلال بتجريف مساحات من أراضي بلدة عزون شرق قلقيلية في المنطقة الشمالية الشرقية من البلدة، والمعروفة باسم “جسر خلايل”، المحاذية للشارع الرئيسي “قلقيلية- نابلس”، وذلك لصالح مخطط استعماري، يقضي بإنشاء جدار شائك يحيط البلدة، ويمتد إلى مفترق مستعمرة “معاليه شمرون”، الجاثمة على أراضي البلدة.
الأغوار
أغلقت قوات الاحتلال طريقا ترابية غرب قرية بردلة بالأغوار الشمالية بالسواتر الترابية، تصل خربة ابزيق بقرية بردلة في سياق التضييق على الفلسطينيين، فيما اقتحم مستعمرون تجمع عرب المليحات في المعرجات شمال غرب اريحا، وأدخلوا اغنامهم بين مساكن المواطنين، كما هاجم آخرون عائلة المواطن محمد يوسف علي عدوي، بالحجارة المكونة من خمسة أفراد، أثناء تواجدهم عند مجرى نبع العوجا شمال مدينة أريحا، وأطلقوا صوبهم الكلاب البوليسية، قبل أن يستولوا على خيمة، وأغراض تنزه كانت بحوزتهم.
وفي منطقة دير قرنطل، أقام مستعمرون بؤرة استعمارية جديدة خيمة في المكان، فيما هاجم آخرون خيام المواطن لؤي زهدي، وخيام أشقائه في منطقة نبع غزال في خربة الفارسية، واستولى عدد آخر منهم على أراضٍ زراعية تقدر مساحتها بمئات الدونمات، منها ما يقارب 150 دونما من أراضي طابو.