بدأ مجلس الأمن الدولي الساعة السابعة مساء بتوقيت نيويورك جلسة طارئة بدعوة من فرنسا لبحث الأوضاع في لبنان على ضوء العدوان الإسرائيلي الذي تسبب بقتل أكثر من 500 مدني بينهم نساء وأطفال.
وقد ترأس الجلسة وزيرة خارجية سلوفينيا وبمشاركة رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، والأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، ونائب وزير الخارجية الروسي، ووزير الخارجية الإيراني.
وقد كان أول المتحدثين في الجلسة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الذي أكد أن تبادل إطلاق النار على جانبي الخط الأزرق بين إسرائيل وحزب الله انتهاك لقرار مجلس الأمن 1701 (1996).
وقال الأمين العام في إحاطته إن نحو 200 ألف شخص قد هجروا داخليا في لبنان وأكثر من 60 ألف شخص من شمال إسرائيل منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023. وقال إن العديد من الأرواح فقدت. “يجب أن يتوقف كل هذا. لابد أن تتمكن مجتمعات شمال إسرائيل وجنوب لبنان من العودة إلى منازلهم، والعيش في أمان وأمن، دون خوف”.
وأشار إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية لتحقيق وقف مؤقت لإطلاق النار، مما يسمح بإيصال المساعدات الإنسانية وتمهيد الطريق لاستئناف سلام أكثر ديمومة، مؤكدا دعم الأمم المتحدة لتلك الجهود بشكل كامل.
وأشار الأمين العام إلى أنه رغم الظروف الخطيرة، فإن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان لا تزال في مواقعها. وناشد لأمين العام مجلس الأمن العمل على المساعدة في إخماد هذه النيران ودعا جميع الأطراف إلى تجنب حرب شاملة بأي ثمن، فمن المؤكد أنها ستكون كارثة شاملة.
وقال: “إن شعبي لبنان وإسرائيل وشعوب العالم لا يستطيعون تحمل أن يصبح لبنان، غزة أخرى”.
تحدث بعد ذلك زير الخارجية الجزائري أحمد عطاف الذي أكد أن العدوان الذي يتعرض له لبنان “يمثل جزءا لا يتجزأ من سياسة التصعيد التي جعل منها الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني نهجا مفضلا واستراتيجية متعمدة على أكثر من جبهة وعلى أكثر من وجهة في منطقة الشرق الأوسط”.
وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لم يعد يكتفي بحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، “بل صار يشعل الأزمة تلو الأخرى، ويسعى، اليوم تلو الآخر، لبسط إجرامه وفرض جبروته على كافة دول الجوار في اليمن وسوريا وإيران وحاضرا في لبنان”.
وقال الوزير عطاف: ” لقد آن الأوان أن يدرك مجلس الأمن أن مسألة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط لا يمكن أن تبقى رهينة أهواء وأوهام الاحتلال الإسرائيلي يتصرف فيها ويعبث في مصيرها كيفما يشاء”.
وأكد وزير الخارجية الجزائري إلى أن “الاحتلال الإسرائيلي أثبت أنه لا يؤمن بالسلام ولا يريد السلام وأنه يعتبر نفسه استثناء من كل ما يجمعنا تحت منظمتنا هذه من مراجع وثوابت وقواعد وضوابط وأحكام”. وقال إن موقف الجزائر في العمل من أجل وقف التصعيد هو أقل ما يمكن انتظاره من مجلس الأمن اليوم قبل الغد، وحذر من أن منطقة الشرق الأوسط أحوج ما تكون إلى تضافر جهود الجميع وتجنيبها ويلات حرب شاملة تلوح في الأفق القريب.
رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي قال إنه يأمل أن يعود إلى بلاده والسلام قد تحقق. “إن وجودي هنا ليس لتقديم شكوى فقط أو تقديم عرض مفصل عن عدد الشهداء والجرحى والعدوان الذي هجر البشر ودمر الحجر. وإنما للخروج من هذه الجلسة بحل جدي يقوم على تضافر جهود جميع أعضاء مجلس الأمن للضغط على إسرائيل لوقف فوري لإطلاق النار على كل الجبهات وعودة الأمن والاستقرار لمنطقتنا”. وأكد أن الشعب اللبناني الذي عاني الكثير سيظل صامدا ومتماسكا أمام هذا العدوان.
وزير الخارجية الإيراني: المنطقة على أبواب الانفجار
قال سيد عباس عراقجي، وزير خارجية إيران، في تصريحات للصحافة قبل دخوله مجلس الأمن للمشاركة في الجلسة الطارئة عن لبنان، إن ما يجري في غزة ولبنان بسبب عجز مجلس الأمن. وقال إن المنطقة على بواية بركان. إسرائيل ترتكب الجرائم بدون رادع. “ترتكب إسرائيل المجازر في غزة. قتلت نحو 42 ألف فلسطيني وجرحت أكثر من 95 ألفا. والآن تعيد ارتكاب جرائمها في لبنان. فمنذ أسبوع وهي تشن حربها على لبنان وتقتل الأبرياء. “إسرائيل، كدولة مارقة، تجاوزت كل الخطوط الحمر. بالنسبة لهذا النظام الإرهابي، القانون الدولي وحقوق الإنسان لا تعني شيئا. فنية إسرائيل أن تورط المنطقة كلها في الصراع.”
وقال:” لقد حذرت إيران مرارا وتكرارا من أعمال إسرائيل الخطيرة في المنطقة”
وأكد أن المجتمع الدولي لا يمكن له أن يبرئ الولايات المتحدة وحلفاء واشنطن في تمكين إسرائيل من ارتكاب مثل هذه الفظائع. فالدعم الأمريكي مكن إسرائيل من ارتكاب هذه الجرائم دون مساءلة. “على إسرائيل أن توقف الحرب فورا في غزة. وبدون وقف إطلاق النار في غزة لا يوجد ضمان أن تنعم المنطقة بالهدوء. وعلى مجلس الأمن أن يتصرف الآن ويفرض وقف إطلاق النار وإلا فهناك خطر تورط المنطقة في نزاع واسع”. وقال إن إيران تقف مع لبنان وحكومته. فقد أظهرت صبرا كثيرا من أجل أن تسود الحكمة. وحذر قائلا: “إيران لن تبقى صامتة في حال نشوب حرب شاملة وستقف مع لبنان بكل قوة