من الصعب على الذاكرة بعد مرور 42 عاماً على المجزرة، استرجاع أدق التفاصيل التي تبدو ضرورية لإعادة تقييم مجريات الأحداث، والخروج مع شيء من التوثيق بشهادة على تلك المرحلة التي تبدو عصيّة على النسيان. ومما يزيد في صعوبة لملمة جزئيات التفاصيل يرجع في أحد أهمّ أسبابه إلى غياب شخوص الحدث نفسه، فقد غيّب الموت الكثيرين منهم، وحالف الحظّ البعض فاحتوته المنافي البعيدة ودول اللجوء.
لذا يظلّ التعكز على الذاكرة التي أجهدتها الأحداث وألمّت بها المحن أمرًا مفروغًا منه في محاولة التصدّي لاستعراض ما حدث مساء يوم الخميس السادس عشر من أيلول سبتمبر 1982. كان الجو ينفث سمومًا ودخانًا رماديًا، وكانت رائحة الموت تغطّي ساحة المخيم، لكن التكهّن بما سيحصل لم يراود مخيلة أحد، ولم يقطع قدسية الصمت في شوارع المخيم سوى موسيقى جنازير دباباتهم التي كان ينبعث منها لحن الموت، وصوت جارةٍ لنا، تصرخ بأعلى صوتها مجزرة.. مجزرة… مجزرة.
كانت الجارة شبه عارية، والدماء تسيل من جسدها. كانت تطلب منّا الذهاب إلى تمثال “أبو حسن سلامة” عند تقاطع الرّحاب ومفرق صبرا. كان الناس ينظرون إليها باستغراب، كانت المرأة في وضع مأساوي جدًا، يوحي للرائي بأنها ربما فقدت عقلها!
صبرا وشاتيلا، هي مجزرة أذهلت العالم، هي مجزرة أضيفت إلى مسلسل ذبح الفلسطينيين في تاريخهم، هي واحدة من أبشع المجازر في التاريخ وأبشع من أن يستوعبها العقل الإنساني. في صبرا وشاتيلا انتُهكت الأعراض، وحتى الرُضّع والأجنّة في بطون الحوامل والشيوخ كانوا من ضحايا المجزرة. مجزرة صبرا وشاتيلا هي صفحة دموية من صفحات التاريخ الصهيوني، فتاريخ الصهاينة هو تاريخ ملطخ بالدماء حافل بالمجازر والمذابح التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني، وهي لم تكن الجريمة الأخيرة، فمسلسل المجازر اليومية لم ينتهِ ولا يزال مستمراً، من مجزرة إلى مجزرة.
وتأتي هذه الذكرى كسابقاتها، وفود أجنبية تتزاحم بعيداً عن المخيم، يتزاحم على الصف الأول عدد من الشخصيات الفلسطينية وبعض رؤساء الجمعيات الأهلية التي نشأت وترعرعت في المخيم وفي غياب لافت للوفود العربية، مع أن الدم الذي سال في صبرا وشاتيلا له ذكرى وذاكرة، وأهل الضحايا بالانتظار قرب مدخل المقبرة الجماعية لشهداء المجزرة. وسوف يبدأ الاحتفال ككل عام. وتتوالى الكلمات المنددة والشاجبة والمستنكرة للمجزرة ولمرتكبيها. ثم تغادر الوفود الأجنبية المكان يرافقها عدد من القادة الفلسطينيين لاستضافتهم في مطاعم العاصمة بيروت. أما من بقي حياً من أهل الضحايا فعليهم العودة إلى أزقة المخيم الضيقة وإلى البيوت المتداخلة التي لا تدخلها الشمس حتى في وسط النهار حيث لا ماء ولا كهرباء ولا خدمات صحية، وفي المخيم تفقد الإحساس بالأشكال وتحتاج إلى فترة حتى تستعيد إحساسك باللون والصورة.
وفي الليلة نفسها يتصدر أهل الصف الأول من ذوي الاختصاص في الإعلان شاشات التلفزة، بإعلانهم عن حزنهم العميق وشجبهم للمجزرة ولمرتكبيها ويسهبون في الحديث عن المخيم ومعاناة أهله، من غير أن يجرّبوا الأمطار مع وحل المخيم.
وقائع المجزرة :
قبل رحيل مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية عن بيروت أعطى الأمريكيون وما يسمى بالمجتمع الدولي ضمانات خطية عبر مبعوثهم فيليب حبيب بعدم دخول القوات الصهيونية إلى بيروت الغربية وبحماية المدنيين الفلسطينيين في المخيمات، إلا أنّ هذه الضمانات ذهبت أدراج الرياح في أول اختبار جدّي لها. في عصر يوم الثلاثاء الرابع عشر من أيلول / سبتمبر 1982، تأكد أن بشير الجميّل الرئيس اللبناني المنتخب قد اغتيل في مقرّ حزب الكتائب بالأشرفية، وفي يوم الأربعاء الخامس عشر من أيلول 1982، اجتاحت القوات الصهيونية أحياء المنطقة الغربية من العاصمة بيروت، ولما وصلت هذه القوات إلى مستديرة شاتيلا أحكمت الطوق على المخيم وأغلقت جميع مداخله.
كانت ثلاثة أيام دامية وملطخة بدماء الأبرياء في صبرا وشاتيلا .
الخميس السادس عشر من أيلول 1982 حوالي الساعة الخامسة والنصف مساءً بدأ القتلة دخول حي عرسان والحي الغربي لمخيم شاتيلا، وأجواء الرعب ملأت المخيم، وسرعان ما شعر سكانه بأن شيئاً ما يحدث.
الناس جميعهم في المنازل والملاجئ لم يكن أحد يتصور أن مجزرة يمكن أن ترتكب … كانت أعمال القتل تجري دون ضجة .. أدوات القتل كانت البلطات والسكاكين .. وكواتم الصوت .أما الذين حاولوا الهرب من المذبحة فكانت القوات الصهيونية تجبرهم على العودة بالقوة ، حيث كان الموت بانتظارهم .
الناجية من المجزرة سمر قاسم أبو حرب روت لي بعض ما شاهدته، ربما كان الفصل الأول من فصولها ((يوم المجزرة عصراً كنت برفقة والدي قرب مستشفى عكا، شاهدت دبابات صهيونية وناقلات جنود في محيط السفارة الكويتية، كانوا يأتون من جهة الأوزاعي، وبدأوا يدخلون مباشرة إلى حي عرسان ونادي الكرمل الرياضي، فهربنا الى مخيم شاتيلا، مجموعة أخرى نزلت في زاروب الدوخي ومن المدينة الرياضية ومن زاروب بيت أبو فوزي شحرور، نحن دخلنا إلى منزلنا، قتلوا خالي سعيد العايدي بالرصاص أمام زوجته وأولاده. قتلوا خالي موسى العايدي وقطعوا رأسه وعلقوه على عمود أمام منزله. يوم الجمعة صباحاً دخل المسلحون إلى منزلنا وأخرجونا منه، ثم أخذوا المال والمصاغ، وعندما بدأوا يتقاسمونها تشاجروا على الذهب وسحبوا السلاح على بعضهم. ثم أخذونا إلى حي عرسان وعلى الطريق شاهدنا جثثاً كثيرة. صرنا مثل المجانين.. كان القتلة يشغلون مسجلة (المذياع) وبيقولوا لنا شو تحبوا تسمعوا أم كلثوم أو أبو عرب ويضحكون علينا.. وشاهدت الحاج أبا سلمان (حسين محمود زينة، من بلدة الجش ) مذبوحاً وهو راكب على حماره وكان ينزف دماً من رقبته، كان لا يزال حياً، القتلة كانوا يتفرجون عليه ويضحكون.. وعندما وصلنا إلى المدينة الرياضية شاهدت عشرات الجثث للرجال والأطفال والنساء ربما قتلوا قبل قليل. ثم بدأوا بإطلاق الرصاص علينا، لا أعرف كيف بقينا أحياء…)).
ويمكن اعتبار ليلة الخميس السادس عشر من أيلول 1982 ليلة القضاء على العائلات في الملاجئ ( ملجأ أبو ياسر وملجأ آل المقداد).
حوالي الخامسة صباحاً من يوم الجمعة السابع عشر من أيلول 1982 وصل القتلة إلى مسافة قريبة من حي الدوخي ، ودخلوا إلى منزل آل سرور المرعي وإلى المربع المحيط بهم حيث ذبحوا العشرات من الأبرياء العُزل .
صباح يوم الجمعة السابع عشر من أيلول 1982 كان يوم اقتحام مستشفى عكا، قتلوا الأطباء في المستشفى (دكتور علي عثمان أحمد، دكتور سامي الخطيب)، عذبوا الممرضات قبل قتلهن (انتصار إسماعيل)، أعدموا المسنين بلا رحمة (توفيق محسن أبو عناد).
وفي مثل هذا اليوم قبل 42 عاماً وقفت آمنة حسن بنات (أم عزيز الديراوي) تودع أولادها الأربعة (عزيز، إبراهيم، منصور، أحمد) أمام السفارة الكويتية جنوب غرب مخيم شاتيلا حيث تم اقتيادهم على ظهر شاحنة ولم تعد تعرف أي شيء عن مصيرهم، ورغم فقدها لمعظم بصرها، ما زالت تواصل البكاء على أحبائها الأربعة، وما زالت تحتفظ بكتبهم المدرسية، وثيابهم، وأغراضهم الخاصة، على أمل عودتهم .
ظهر يوم الجمعة السابع عشر من أيلول 1982 بدأت دوريات صهيونية راجلة وعبر مكبرات الصوت تدعو الأهالي في بئر حسن للتجمع عند محطة الرحاب ومفرق صبرا ،كانت الدوريات مشتركة : صهيونية ، قوات لبنانية ، وقوات سعد حداد وقد تعرف إليهم الناس من لهجاتهم .
عصر يوم الجمعة السابع عشر من أيلول 1982 وصل القتلة إلى مستشفى غزة الواقع بمحلة صبرا شمال مخيم شاتيلا. كانت القوات الصهيونية تدعو الناس إلى الاستسلام عبر مكبرات الصوت واستمروا على هذا المنوال حتى صباح السبت الثامن عشر من أيلول 1982، بعض الناس ذهب وسلّم نفسه، والبعض الآخر رفض. ومن الذين رفضوا الذهاب خالد إبراهيم العمري (21 عاماً) الذي كان غارقاً في نومه صباح ذلك اليوم، إلا أن إصرار والدته حسنية عمر عزّو جعله يستيقظ ويمشي معها ومع كثيرين حتى تمثال (أبو حسن سلامة) جنوب مخيم شاتيلا، وانقطعت أخباره. وعندما زرتها في منزلها بمحلة صبرا قالت لي ندمت كلّ عمري على فعلتي، ابني كان نائماً ولا يودّ الذهاب، أنا التي أصررت عليه، كان خالد قد عقد قرانه وينوي الزواج، كنت قد جهزت ثياب الزفاف له ولخطيبته.
ظهر يوم السبت 18 أيلول 1982 غادر القتلة الصهاينة وأعوانهم المنطقة بعد أن شعروا بأن رائحة الجريمة قد فاحت كثيراً، وبعدما زرعوا جثث الأطفال والنساء والرجال والشيوخ في كل حيّ من أحياء صبرا وشاتيلا، بقروا بطون الحوامل (أمال أبو أرديني، زينب إدلبي)، وبعدما سحبوا الأجنة من أرحام أمهاتهم.
بعد ذلك دخلت الى أرض مسرح الجريمة فرق من الدفاع المدني والصليب الأحمر اللبناني وإسعافات تابعة لكشافة الرسالة الإسلامية وبدأوا بنقل الجرحى وبجمع الجثث ومن ثم دفنها.
عدد شهداء مجزرة صبرا وشاتيلا :
لا يوجد إحصاء دقيق لعدد الشهداء وأن الرقم الأقرب إلى الصواب يتراوح بين 1200 الى 1500 شهيد ومفقود ، والرقم الذي توصلت إليه بجهد فردي بمساعدة بعض الأصدقاء هو الرقم 1209 شهيد ومفقود.
جنسيات الشهداء :
إن الصهاينة وأدواتهم لم يفرقوا بين فلسطيني ، ولبناني ، وسوري ، ومصري ، وجزائري ، وتونسي ، وإيراني ، وباكستاني ، وتنزاني ، وإنما قتلوا كل من صادفهم من بشر في صبرا وشاتيلا … قتلوا حتى الخيول والكلاب .
لماذا صبرا وشاتيلا ؟
لماذا أقام شارون في مكان قريب ومرتفع وعلى بعد أمتار قليلة من مقر جمعية إنعاش المخيم الفلسطيني ومن ملعب نادي الكرمل الرياضي ؟
يومها كان يرافقه طاقم اخباري صهيوني مزود بكاميرات تصوير يتجول على أرض ملعب نادي الكرمل الرياضي وفي أحياء حي عرسان والحي الغربي لمخيم شاتيلا بينما كانت جثث النساء والأطفال في كل مكان من الحي، كل ذلك كان يجري تحت أنوار مئات القنابل المضيئة . إقامة شارون وعدد من ضباطه كانت في الطابق الرابع من أحد مباني الضباط التابعة للجيش اللبناني، قرب السفارة الكويتية المرتفعة والقريبة من مكان المجزرة والمطلة عليه.
والسؤال، إذا شئنا الحفر في العقل الجمعي الصهيوني ، وتركيبتهم النفسية الغائرة في اللاوعي والمبنية على الروح العدوانية ، هل مجزرة صبرا وشاتيلا جاءت رداً على عملية ميونيخ ؟.
وهل كانت ثأراً من سكان محيط نادي الكرمل الرياضي وجمعية إنعاش المخيم الفلسطيني حيث انطلق الفدائيون أبطال عملية ميونيخ ؟.
الربط بين عملية ميونيخ أيلول 1972 ومجزرة صبرا وشاتيلا أيلول 1982 كان ولا يزال حقيقة راسخة في ذهني . يبدو أن المخيم كان قد وضع ضمن دائرة الاستهداف منذ عملية ميونيخ .
وما كنت أفكر فيه كان يتعزز يوماً بعد يوم حتى أصبح حقيقة راسخة لدي بأن مجزرة صبرا وشاتيلا كانت رداً على عملية ميونيخ وانتقاماً من الحي نفسه الذي انطلق منه المناضلون أبطال العملية وانتقاماً من السكان الأبرياء في صبرا وشاتيلا .
قصص من المجزرة :
مجزرة صبرا وشاتيلا التي مهما كتب عنها ومهما سيكتب، فسوف تبقى نبعاً لآلاف القصص المأسوية وستظل جرحاً يأبى أن يندمل.
ومن القصص قصة حصلت أمام منزل بيت الدوخي في الحي الغربي من مخيم شاتيلا ، وهي قصة شهيدة(ع.أ.ر) ظلت تقاوم حتى الموت ، إلا أن موتها لم يشفع لها وقاموا بربطها بعد موتها واغتصابها أمام الناس وهي ميتة ومضرجة بالدماء .
قصة الشهيد محمد متعب قاسم رمضان ” أبو جهاد” الذي أمسك به من قبل عناصر القوات اللبنانية ليربط من فخذه اليمين في سيارة ومن فخذه الأيسر في سيارة أخرى لتسير السيارتان في اتجاهين مختلفين ليقسمه نصفين ، هذا الحدث حصل أمام مقبرة الشهداء مقابل محطة الرحاب ، قرب تمثال أبي حسن سلامة .
قصة الطفلة رجاء علي رمضان ، صباح يوم الجمعة 17 أيلول 1982 أطلق جيب صهيوني من مسافة قريبة جداً رصاصة على رأسها قرب تمثال أبي حسن سلامة بينما كانت تحاول أن تشرب الماء من قسطل ماء مكسور ، قتلت على الفور أمام أهلها وجيرانها بدم بارد.
قصة الشهيد الرضيع محمد زهير بيومي ، الرضّع لم ينجوا من القتل ، ما زلت أذكر قصة الشهيد الطفل محمد الذي لم يتجاوز عمره السنة ونصف كيف وجده جدّه ممدداً على سريره مقطوع الرأس.
قصة يوسف عبد نايف مجذوب ” ابو جمال ” ، قال لي : وأثناء جمع جثث الشهداء وجدت بطاقة عسكرية وميدالية لجندي صهيوني ، أخذتها مني الصحافية ليلى شهيد على أن تصورها وتعيدها لي . لكنني لم أرها منذ ذلك الحين ، ليلى شهيد التقطت لي صورة في نفس المكان الذي وجدت فيه الهوية والرقم العسكري الصهيوني .
قصة ميلانة بطرس ألها :
لبنانية ،مسيحية – مارونية من بلدة مزيارة قضاء زغرتا ، متزوجة من اللبناني علي إبراهيم البرجي . في المجزرة فقدت زوجها وابنها قاسم وعددا من أفراد عائلة زوجها . قالت لي : ليل الخميس 16 أيلول مسلحون من القوات اللبنانية أعتقلونا من حي عرسان قرب السفارة الكويتية وأخذونا إلى بكفيا إلى مقر بشير الجميّل . وهناك نظرت إلينا من شرفة البناية إمرأة أنا لا أعرفها لكن بعض الاشخاص معي قالوا إنها صولانج زوجة بشير الجميّل .قالت هذه المرأة من الشرفة للمسلحين ردوا النساء والأولاد وجيبوا لي رجال.
كان معنا يومها طفل اسمه جمال الزيون كان عمره حوالي 16 سنة أخذوه في بكفيا وانقطعت أخباره منذ ذلك الحين ولا أحد يعرف عنه شيئاً منذ يوم الخميس 16أيلول1982 الساعة 11 ليلاً .
محاكمة المجرمين :
إن مجزرة صبرا وشاتيلا هي جريمة ضد الإنسانية يجب محاكمة مرتكبيها أمام محاكم الجزاء الدولية لمجرمي الحرب، ولكنّ المجتمع الدولي الذي قد طوى صفحتها ونسي ضحاياها ولم يحاكم المجرمين القتلة رغم أنه حاكم عدداً كبيراً من زعماء العالم السابقين، ثم توقف أمام محاكمة الإرهابي المجرم أرييل شارون وبقية المتهمين في الجريمة.. لماذا؟! ((لأن ما في عدل بالدنيا والحق للقوي..)) كما قالت الناجية من المجزرة سنيّة محمد رمضان (أم جهاد)، وهذا ليس مهماً، ((المهم أن لا ننسى نحن دم شهدائنا المسفوح في صبرا وشاتيلا.. والمهم أيضاً أن يظل شهداء صبرا وشاتيلا حافزاً لنا لمواصلة الكفاح حتى تحرير ترابنا الوطني السليب..)) كما قال الناجي من المجزرة عصام أبو دهيس.