أقرت وسائل إعلام عبرية بخسائر اقتصادية ومالية يتكبدها جيش الاحتلال من جراء الحرب المستمرة عند الجبهتين مع قطاع غزة ولبنان، كاشفةً عن حجم هذه الخسائر بالأرقام، ومسلّطةً الضوء على تتركه من تداعيات على اقتصاد الاحتلال لسنوات قادمة.
على صعيد الجبهة مع لبنان، أكدت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية أنّه منذ اتساع الحرب في لبنان ارتفعت كلفتها لتتجاوز نصف مليار “شيكل” (نحو 135 مليون دولار) في اليوم الواحد، مشددةً على أنّ هذه الكلفة قابلة للارتفاع أكثر في الوقت القريب.
وأوضحت الصحيفة أنّ تكاليف الحرب زادت خاصة مع تجنيد عشرات الآلاف من الجنود في قوات الاحتياط في الأسابيع الأخيرة، وإدخال عدة فرق إلى لبنان، للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في تشرين الأول/أكتوبر من العام 2023.
وفي ظل استمرار عمليات حزب الله وصول صواريخه ومسيّراته إلى عمق كيان الاحتلال، فإنّ هذه النفقات الكبيرة أُضيف إليها، في الأسابيع الأخيرة، التكاليف الهائلة لاستخدام كميات كبيرة ومكلفة بشكل خاص من الذخيرة، والحاجة إلى إطلاق مئات من الصواريخ الاعتراضية باهظة الثمن، وفق اعترافات الصحيفة.
وذكرت “يديعوت أحرونوت” أنّ هذه التكاليف الإضافية الهائلة جاءت نظراً إلى زيادة الكبيرة في إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار، بشكل رئيسي من لبنان، كما إطلاق الصواريخ من إيران والطائرات بدون طيار من العراق واليمن.
بدوره، قدّم موقع الصحيفة الإلكتروني “واينت” معلومات تشير إلى أنّ تكاليف الذخيرة التي يستخدمها جيش الاحتلال في لبنان مرتفعة للغاية.
وفي هذا السياق، قال مسؤول وصفه الموقع بالـ “رسمي” في جيش الاجتلال أن الذخيرة التي استخدمت في العدوان على الضاحية، بتاريخ الـ27 من شهر أيلول/سبتمبر 2024، والذي أدى إلى ارتقاء الأمين العام لحزب الله، الشهيد حسن نصر الله، بلغت كلفتها 25 مليون “شيكل”.
وفي عدوانٍ مماثل على الضاحية، أشار المسؤول إلى أنّ “جيش” الاحتلال استخدم ذخيرة بكلفة 20 مليون “شيكل”.
“الحرب مع غزة مكلفة”
وفي الحرب المستمرة لأكثر من عام عند الجبهة مع قطاع غزة، أكدت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية أنّها مكلفة للغاية من حيث الموارد والأرواح.
ونقلت عن مجلة “ذي إيكونوميست” البريطانية عنواناً رئيسياً، في آذار/مارس 2024، تساءلت فيه “هل تستطيع إسرائيل تحمل تكاليف الحرب؟”، كاشفةً أنّ “جيش الاحتلال أهدر 30 مليار “شيكل” (8 مليارات دولار أميركي)، أي ما يعادل 2% من الناتج المحلي الإجمالي، في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2023.
وأكدت الصحيفة العبرية أنّ ميزانية حكومة الاحتلال تشهد “زيفاً مالياً”، وتضاعف العجز إلى 8% من الناتج المحلي الإجمالي، ناقلةً عن صحيفة “هآرتس” العبرية أنّ “آلة المال بدأت في العمل بميزانية 2023-2024، التي أقرتها الكنيست، والتي تتضمن 14 مليار شيكل (3.6 مليار دولار) من الإنفاق المخصص للائتلاف، ومعظمها للمؤسسات والبرامج الحريدية”.
وأوضحت “جيروزاليم بوست” أنّ ميزانية الحرب الإسرائيلية تواجه عقبات، منتقدةً أداء وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، ومتبرةً أنّه لا يملك خبرة حتى لإدارة متجرٍ صغير.
“ميزانية الحرب ستجتاز موازنة الحكومة”
وعلى ضوء الإنفاق “الإسرائيلي” المالي الكبير عند الجبهتين، توقّع “مسؤول كبير” في وزارة المالية، في حديثه لـ”يديعوت أحرونوت”، أن تجتاز حكومة الاحتلال موازنة 2024 للمرة الثالثة في العام المقبل.
وشرح “المسؤول الكبير” أنّ ذلك يأتي نظراً لعدم وجود مصادر تمويل لهذه النفقات المتزايدة في الموازنة الحالية، وبسبب التأخير في تحويل ما يقارب 18 مليار “شيكل” من المساعدات الأميركية لـ”إسرائيل” والتي تم تأجيلها للعام الحالي 2024.
موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت” كشف أرقاماً عن تكاليف الحرب خلال الـ50 يوماً الماضياً أن تكلفة توسيع الحرب في لبنان، إضافة إلى تكاليف الحرب في قطاع غزة، بلغت منذ بداية أيلول/سبتمبر 2024، نحو 25 مليار شيكل، مشدداً على أنّ هذه “النفقات الكبيرة ستتطلب اختراق ميزانية الحكومة وزيادتها مباشرة”.
وتحدث الموقع عن فجوةٍ بين المؤسسة الأمنية وزارة المالية التي تبلغ 20 مليار “شيكل”، مشيرةً إلى أنّ “مطلب المنظومة الدفاعية هو إضافات بنحو 220 مليار شيكل في السنوات القادمة، وقد تم رفضه بالكامل من قبل الوزارة”.