بعد سنوات من غيابه عن منبر جمعة طهران، ألقى المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي خطاباً يوم أمس في صلاة الجمعة، حمل أبعاداً متعددة تعكس رؤية النظام الإيراني للتطورات في المنطقة بعد عام على معركة طوفان الأقصى، وما لحقها من أحداث خاصة مع توسع العدوان على جبهة لبنان واغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله والحملة الإسرائيلية المدعومة أمريكياً لمحاولة تعديل الوضع الاستراتيجي في المنطقة لصالح هزيمة مشروع محور المقاومة.
10 نقاط نقرأ فيها الخطاب:
أولًا: انشغل خامنئي في جزء من خطابه على تقعيد سلوك حركات المقاومة في إطار شرعي – قانوني يؤكد على حق الشعب الفلسطيني بداية وفي مقدمته حركة حماس على شن عملية “طوفان الأقصى”، وأن عملية “الوعد الصادق” التي نفذتها القوات المسلحة الإيرانية ضد أهداف عسكرية وأمنية في دولة الاحتلال تنسجم مع الدستور الإيراني والقوانين الشرعية والدولية.
ثانيًا: انطلاقاً من موقفه الأيدلوجي المعادي للولايات المتحدة الأمريكية أكد على الدور الأمريكي – الغربي في الحرب على المنطقة، بما تمثله “إسرائيل” في هذه الصيرورة الفكرية من رأس الحربة في الهجوم على الأمة الإسلامية، لمنعها من الاستقلال وسلب مواردها لصالح مشروع الهيمنة الغربي
ثالثًا: توجه برسالة باللغة العربية التي يتقنها بطلاقة لشعوب المنطقة خاصة في غزة ولبنان
رابعًا: أكد على أن حملة الاغتيالات التي ينفذها الاحتلال لقادة المقاومة لن تمنحه الانتصار ووضعها في سياق “معركة الدم الذي يواجه السيف” كما في الأدبيات الإسلامية وأن المقاومة راسخة في وعي شعوب المنطقة.
خامسًا: ضم إلى شعوب ودول محور المقاومة مصر التي يرى أن شعبها يشكل أملاً في الانضمام إلى الحركة السياسية والعسكرية ضد المشروع الإسرائيلي – الغربي للهيمنة على شعوب المنطقة
سادسًا: أعاد تأكيد التصريحات الإيرانية حول أن إيران سترد على أي هجوم إسرائيلي يستهدفها، مشيرًا آلية اتخاذ القرار في إيران في الرد على العدوان الإسرائيلي بما يشمل معادلتي الاندفاع الثوري والبحث العقلاني في المصالح الإيرانية والمنطقة عامة داخل مؤسسات صناع قرار الأمن القومي والسياسي والعسكري
سابعًا: أكد على مركزية الشهيد حسن نصر الله في إيران بما يمثله من قيمة سياسية واستراتيجية وموقعه في محور المقاومة ووجه رسالة من موقع التأثر الشخصي باغتياله
ثامنًا: ينسجم حديث خامنئي عن عقلانية البحث في الردود على العدوان الإسرائيلي مع استراتيجيته العامة التي ترى في صناعة القوة داخل إيران يمنحها مساحة واسعة في القدرة على التأثير في الصراع ضد دولة الاحتلال والولايات المتحدة
تاسعًا: وضع كل فعل للمقاومة الفلسطينية واللبنانية والعربية والإسلامية عامة في سياق تحقيق المصالح العليا للمنطقة بما فيه من إلحاق أضرار بالمشروع الإسرائيلي الذي شدد على خطورته على كل شعوبها
عاشرًا: بعد سنوات من شعار “الصبر الاستراتيجي” يبدو خطاب خامنئي بعد تصريحات مسؤولين إيرانيين حول انتهاء سياسة “ضبط النفس” كأنه إعادة هيكلة للسلوك الإيراني في مواجهة دولة الاحتلال