نشرت صحيفة “جويش كرونيكل” البريطانية اليهودية اعتذاراً رسمياً لمتابعيها؛ بعد نشرها تقريراً مفبركاً عن رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس يحيى السنوار.
وقالت الصحيفة عن التقرير الذي نشره الصحفي المتعاون معها إيلون بيري إن التقرير كان مكذوباً بالكامل، في إشارة إلى مزاعم أن السنوار خطط للهروب مع بعض أسرى الاحتلال لدى المقاومة عبر محور فيلادلفيا إلى إيران.
في أعقاب كشف التقرير المفبرك، استقال خمسة كُتاب من كُتاب الصحيفة، فيما أعلن كُتاب أعمدة بارزين في الصحيفة استقالتهم، وهم: جوناثان فريدلاند، وهادلي فريمان، وديفيد باديل، وديفيد آرونوفيتش، وانضم إليهم كولين شيندلر، أستاذ الدراسات الإسرائيلية.
وفي رسالة له، قال الكاتب، جوناثان فريدلاند، الذي يكتب عمودا للصحيفة منذ عام 1998؛ “إن الفضيحة الأخيرة تجلب عارا كبيرا للصحيفة – نشر قصص ملفقة وإظهار فقط أدنى شكل من أشكال الندم -، ولكن هذه ليست سوى الأحدث في كثير من الأحيان، تبدو الصحيفة وكأنها أداة أيديولوجية حزبية، وأحكامها سياسية وليست صحفية”.
وأعلنت هادلي فريمان من اللجنة المركزية للصحيفة برسالة مشابهة قالت فيها: “لقد جعلت الأحداث الأخيرة من المستحيل بالنسبة لي البقاء”، فيما قال فريمان ديفيد آرونوفيتش بمنشور له:” لقد فعلت الشيء نفسه”.
وجاء رحيل الكتاب الخمسة هذا الأسبوع بعد أن اضطرت الصحيفة إلى سحب سلسلة من التقارير المفبركة حول حرب غزة، كتبها “الصحفي الإسرائيلي، إيلون بيري، التي يزعم أنها استندت إلى مصادر استخباراتية للاحتلال.
وتضمنت تقارير بيري روايات مفصلة مزعومة عن عمليات الاحتلال، بما في ذلك معلومات عسكرية واستخباراتية شديدة الحساسية عن رئيس حركة حماس يحيى السنوار وتكتيكاته، بما في ذلك خطة مزعومة لتهريب أسرى الاحتلال من قطاع غزة، وتزايدت المخاوف بعد أن وصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية عمل بيري بأنه “مختلق”، ومفبرك.
وقامت الصحيفة بحذف التقارير التي كتبها بيري سابقا كافة، قائلة؛ إن السيرة الذاتية التي قدمها على أنه صحفي مشكوك في صحتها، كما أعلنت فصل بيري من العمل.
وذكرت الصحيفة أنها تحقق أيضا في سيرة بيري الذي زعم أنه خدم كجندي كوماندوز في جيش الاحتلال خلال “عملية عنتيبي”، وأنه كان أستاذا في جامعة “تل أبيب” لمدة 15 عاما.
واللافت أن الوثائق المكذوبة تورطت بها صحف أخرى أبرزها “بيلد” الألمانية، فيما نفت صحتها وسائل إعلام إسرائيلية على غرار صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية.
وكانت صحيفة “الغارديان” البريطانية، قالت؛ إن المعلومات المنشورة تهدف إلى تضليل الرأي العام، مضيفة أنه من بين أكثر المزاعم المثيرة للجدل التي نشرتها “جويش كرونيكل”، هي أن زعيم حركة حماس يحيى السنوار، يستعد للانسحاب من قطاع غزة مع أسرى الاحتلال.
ولفتت إلى أن هذا الاقتراح قدمه أيضا رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، مؤكدة أن وثائق التي نشرتها الصحيفة اليهودية تعد واحدة من العديد من التقارير المثيرة التي أعدها في الأشهر الأخيرة إيلون بيري.