قال محللون سياسيون إن الضفة الغربية باتت على صفيح ساخن جرّاء تصاعد انتهاكات وعدوان الاحتلال الإسرائيلي” ضد الفلسطينيين وتزايد اعتداءات المستوطنين المتطرفين.
وأكد الدكتور مصطفى البرغوثي، الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، أن الأوضاع في الضّفة الغربية على وشك الانفجار وإنها تمر بحالة تنذر باندلاع انتفاضة ثالثة، مشيرًا إلى أنه ليس لدى الفلسطينيين خيار سوى النضال دفاعًا عن حقوقهم، خاصة مع توسع الاستيطان الذي تجاوز بناء 32 ألف وحدة جديدة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأوضح البرغوثي أن المستوطنين المتطرفين يمارسون إرهابًا بدعم كامل من الجيش “الإسرائيلي”، استكمالًا لخطط التطهير العرقي في الضفة الغربية والقدس المحتلة.
ويرى أن “إسرائيل” دمرت أي أفق سياسي، مما دفع الفلسطينيين إلى المقاومة بأشكال مختلفة، بعد أن أُغلقت أمامهم كل السبل السياسية. ولفت إلى أن ما يُزعج “إسرائيل” هو الصمود البطولي للفلسطينيين وإصرارهم على التمسك بأرضهم، على الرغم من الضغوط “الإسرائيلية”.
ونوّه إلى أن الفاشية الصاعدة في “إسرائيل” تسبب عزلة سياسية، مؤكدًأ أن اتفاق أوسلو لم يعد قائمًا، حيث فقدت السلطة الفلسطينية سيطرتها الأمنية على مناطق “أ”.
كما فقدت سيطرتها المدنية على المنطقة “ب”.
وذكر البرغوثي أن “الإرهاب اليهودي” يسبب 3 مشكلات كبرى لإسرائيل، أولاها صعود الفاشية والثانية تشجيع حركة المقاطعة وفرض العقوبات على”إسرائيل”، والثالثة تلاشي وهم الدولة الديمقراطية صاحبة الجيش الأخلاقي، وهو ما يؤدي في النهاية لفشل المشروع الصهيوني.
ومن جهته، قال الدكتور مهند مصطفى، الخبير بالشأن “الإسرائيلي”، إن تأثير تحذيرات جهاز الشاباك على الحكومة الحالية أصبحت محدودة مقارنة بالسابق، مرجعًا ذلك إلى أن من يتصدّر الحكومة الآن هم المستوطنون أنفسهم، والذين دخلوا الحكومة لتحقيق مشروع الاستيطان في الضفة الغربية وضمها لإسرائيل.
وأشار مصطفى إلى أن جوهر المشروع السياسي للحكومة الحالية يتمثل في الاستيطان، والدليل على ذلك هو أن هذه المليشيات أصبحت منظمة ومسلحة، تهاجم الفلسطينيين وتسيطر على أراضيهم.
وأضاف، أن المليشيات تحظى بدعم سياسي وقضائي، حيث تُظهر الإحصاءات أن 3% فقط من لوائح الاتهام الموجهة ضد المستوطنين تصل إلى مستوى الإدانة، مما يعكس دعمًا قضائيًا لهذه المليشيات.
وأكد بنجامين فريدمان، أستاذ الأمن الدولي بجامعة جورج واشنطن، أن سلبية الإدارة الأميركية تجاه الحكومة “الإسرائيلية” متكررة، مشيراً إلى أن إدارة جوبايدن فرضت عقوبات على بعض المستوطنين لكنها لم تُرِد فرض أي عقوبات على الحكومة نفسها.
ولفت إلى أنه من غير المرجح أن تُحْدِث الحكومة الأميركية الحالية أي تأثير كبير على سياسات “إسرائيل” في الضفة، مشيرًا إلى أنه قد يتعين انتظار حكومة “إسرائيلية” جديدة لتحقيق أي تقدم.
وأكد أن هناك قلقًا داخل الحكومة الأميركية بشأن دعم الحكومة الإسرائيلية للمليشيات، لكن لا توجد رغبة في اتخاذ خطوات جادة لتغيير الوضع. ومنذ السابع من أكتوبر، استشهد 633 فلسطينيًا برصاص قوات الاحتلال والمستوطنين، واعتُقل أكثر من 10 آلاف فلسطيني خلال عمليات الاقتحام والاعتقال التي يشنها الاحتلال بشكل يومي على الضفة الغربية والقدس المحتلة.