أكد المختص بالشأن الإسرائيلي، الأستاذ عزام أبو العدس، في مقابلة لإذاعتنا في برنامج عالم الصباح ، أن إسرائيل تسعى لترسيخ شعورها بالانتصار وتفكيك المحور التابع لإيران، مستغلة الأوضاع الحالية في المنطقة لإظهار سيطرتها وتعزيز نفوذها.
وأشار أبو العدس إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي العبرية غير الحكومية تعكس هذا الاتجاه، حيث وُصفت إسرائيل بأنها “ملكة الشرق الأوسط” والحاكمة الفعلية للمنطقة. وأضاف أن الضربات الإسرائيلية في سوريا تهدف إلى تقويض الجيش السوري وإضعاف النفوذ الإيراني، مما يرسخ صورة أن “يد إسرائيل هي العليا”.
وأوضح أبو العدس أن هذه التحركات تمهد لموجة تطبيع كبيرة مع إسرائيل، خاصة من دول الخليج العربي، في حال توقفت الحرب في غزة وتم التوصل إلى اتفاق. واعتبر أن هذا التطبيع سيكون “ثمنه فلسطين”، مشيرًا إلى إمكانية شطب القضية الفلسطينية وإطلاق يد إسرائيل في الضفة الغربية. وقال: “أي انتصار لإسرائيل يعني مزيدًا من تهجير الفلسطينيين، كما حدث في نكبة 1948 ونكسة 1967. المشروع الإسرائيلي القادم يقوم على الاستبدال والاستحلال، حيث يتم تهجير الفلسطينيين وإحلال المستوطنين مكانهم.” وحذر أبو العدس من أن واقع غزة اليوم يعكس مستقبل الضفة الغربية، مضيفًا أن الحرب الحالية قد تكون بداية لعودة ممارسات عام 1948. كما أشار إلى أن الهدم في الضفة الغربية تضاعف ثلاث إلى أربع مرات، مع تصاعد عمليات ضم مناطق “سي” وتشديد الحصار الاقتصادي، مما يفرض على الفلسطينيين دفع ضرائب للاحتلال وتقييد حركتهم.
وحول مستقبل قطاع غزة، توقع أبو العدس أن يشهد القطاع انسحابًا جزئيًا فقط، مع بقاء الإدارة العسكرية والمدنية الإسرائيلية كما كان الوضع قبل اتفاقية أوسلو. وأكد أن الصراع سيستمر لسنوات، مع احتمالية توسع المواجهة إلى جبهات أخرى تشمل سوريا ولبنان. وختم أبو العدس حديثه قائلاً: “الأحداث الراهنة تُظهر أن إسرائيل ستضطر إلى القتال على أربع جبهات ولسنوات طويلة، في ظل تغييرات عالمية وإقليمية تُعيد تشكيل موازين القوى.”
المقابلة كاملة….