عم الإضراب العام، الثلاثاء، المدن والبلدات العربية في إسرائيل في الذكرى السنوية الرابعة والعشرين لهبة القدس والأقصى.
وجاء الإضراب استجابة لدعوة لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية وهي أعلى هيئة تمثيلية أهلية للمواطنين العرب في إسرائيل.
وأغلقت المدارس والمؤسسات بما فيها البنوك أبوابها في غالبية المدن والبلدات العربية.
وفي 1 أكتوبر/تشرين الأول 2000، قتلت الشرطة الإسرائيلية 13 مواطناً عربياً خلال احتجاجات على اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق (وزعيم المعارضة آنذاك) “أرئيل شارون” لساحات المسجد الأقصى نهاية سبتمبر/أيلول عام 2000، بحماية ألفين من الجنود والقوات الخاصة، وارتكبت قوات إسرائيلية “مجزرة” عقب اقتحام ساحات المسجد، قتل فيها عدد من الفلسطينيين الموجودين داخل الحرم.
ومنذ ذلك الحين يحيي المواطنون العرب، الذين يشكلون أكثر من 20 بالمئة من عدد سكان إسرائيل، هذه الذكرى سنويا بإضراب عام.
وقالت لجنة المتابعة في دعوتها إنها “تهيب بجميع أبناء شعبنا أن يعملوا على إنجاح الاضراب العام في ذكرى هبة القدس والاقصى ليكون إضرابا موحدا ومدويا وموقفا سياسيا سلميا وفيّا لذكرى الشهداء، في مواجهة جرائم الحرب وفي مواجهة حرب الجريمة التي تعصف بمجتمعنا”.
وأضافت أن “الإضراب العام يكتسب أهمية استثنائية على خلفية التصعيد الخطير الذي قامت وتقوم به حكومة المتطرفين الإسرائيلية في قطاع غزة والضفة الغربية وفي لبنان وضد المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وضد الأسرى الفلسطينيين في السجون والمعتقلات، ومن خلال سياسة الاغتيالات التي لم تنفعهم في السابق ولن تنفعهم في الراهن وفي المستقبل”.
وبموازاة حربه المدمرة بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وسع الجيش الإسرائيلي عملياته في الضفة، فيما صعد المستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم ومصادر أرزاقهم، ما أدى إلى مقتل 721 فلسطينيا، بينهم 160 طفلا، وإصابة نحو 6 آلاف و200، وفق مصادر رسمية فلسطينية.
وتابعت اللجنة: “كل ذلك إلى جانب التصعيد الخطير في إطلاق الحبل لعصابات الإجرام التي تعيث فسادا وقتلا وترويعا بشكل يومي في قرانا ومدننا، وتصعيد سياسة هدم البيوت العربية وبالأخص في النقب”.
وأعلنت اللجنة إلغاء المسيرة التي تجري سنويا في هذه المناسبة في بلدة عرابة بجنين شمالي الضفة الغربية، في يوم الإضراب “بسبب الأوضاع الأمنية الخطيرة ولتجنيب أبناء شعبنا خطر الحرب الدائرة في الشمال”.
ولكن لجنة المتابعة أعلنت “أن زيارة أضرحة جميع شهداء هبة القدس والاقصى ستبقى قائمة”.
وكان العشرات من المواطنين العرب زاروا، اليوم الثلاثاء، قبور الفلسطينيين الذين قتلوا في تلك الأحداث.