بدأ مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة بدعوة من الجزائر الساعة الثالثة من بعد ظهر الجمعة بتوقيت نيويورك.
وقدم الأمين العام للأمم المتحدة إحاطة في بداية الجلسة قال فيها إنه أدان مرارا ما ارتكبته حماس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، أو أخذ الرهائن – “وكلاهما أدنتهما مرارًا وتكرارا”. واضاف “لكن لا شيء يمكن أن يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني. إن سرعة وحجم القتل والدمار في غزة لا يشبهان أي شيء في سنوات عملي كأمين عام. فعلى مدار العام الماضي، نزح سكان غزة بالكامل تقريبًا – العديد منهم عدة مرات – دون أي مكان آمن يذهبون إليه نصف المشردين هم من الأطفال، جميعهم يعيشون في ظروف مروعة مع وصول محدود للغاية إلى الغذاء والمياه والصرف الصحي والمأوى والرعاية الصحية، جميعهم في خوف دائم على حياتهم وفي مواجهة هذا الدمار، أصبح القانون الإنساني الدولي في حالة يرثى لها. ولنكن واضحين “لا يمكن استخدام الانتهاكات التي يرتكبها أحد الجانبين لتبرير انتهاكات الجانب الآخر”.
وجدد الأمين العام للأمم المتحدة دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار، في غزة، مؤكدا أن مفتاح السلام في المنطقة يكمن في الحل السياسي. وقال في كلمته أمام مجلس الأمن إن الأمم المتحدة ستواصل دعم كافة الجهود الرامية إلى تحقيق السلام المستدام، بدءا بإنهاء العنف، مؤكدا ضرورة وضع حد لدوامة الموت بالنسبة لغزة، ولشعبي فلسطين وإسرائيل، وللمنطقة، وللعالم.
وأوضح الأمين العام أنه “عقد هذا الأسبوع اجتماعين آخرين ضمن سلسلة من الاجتماعات مع أسر الرهائن، وجدد دعوته إلى إطلاق سراحهم فورا ودون قيد أو شرط”. وسلط غوتيريش الضوء على التأثير المدمر للقصف الإسرائيلي المتواصل، والذي أسفر عن سقوط عشرات الآلاف من الضحايا الفلسطينيين، بمن فيهم النساء والأطفال. وأكد غوتيريش أن العقاب الجماعي ضد الشعب الفلسطيني غير مبرر، مشيرا إلى أنه “لا يجوز استخدام الانتهاكات التي يرتكبها أحد الطرفين لتبرير الانتهاكات التي يرتكبها الطرف الآخر”. وقال يجب على المجتمع الدولي أن يحشد الجهود من أجل وقف إطلاق النار الفوري، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، وبدء عملية لا رجعة فيها نحو حل الدولتين.
رئيس الوزراء الفلسطيني
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد مصطفى، إنه مضى عام على “تعنت” الحكومة الاسرائيلية، والازدواجية اللاإنسانية للمعايير في مجلس الأمن التي “تركت أطفالنا ونساءنا وشيوخنا ورجالنا أطبائنا وصحفيينا ومعلمينا وطواقمنا، دون حماية أو عون وكأنهم أمة دون البشر”.
وأضاف أن الوفد الفلسطيني جاء إلى الأمم المتحدة للتماس التضامن الكبير مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، و”لكننا نغادرها والمجازر الاسرائيلية لم تتوقف، ومجلس الأمن لم يلجم حتى الآن العدوان الاسرائيلي. وتساءل عما إذا كان مجلس الأمن سيراوح في موقفه التقليدي الذي ينتهي بالتنديد والمطالبة، متوقعا من إسرائيل الامتثال، مضيفا: “متى ستفعـّلون أدواتكم هنا في مجلس الأمن التي تجبر إسرائيل على الامتثال، لصون وحفظ الأمن والسلم الدوليين؟ إلى متى سيكون الفصل السابع محرما على إسرائيل؟ أتنتظرون كارثة أكبر من ذلك؟ أتنتظرون حربا أوسع من ذلك؟ أم أنكم تنتظرون مدنيين أكثر جدارة بالحياة؟”.
وأشار إلى أن ما يمكن استخلاصه فيما يخص القضية الفلسطينية خلال هذا الأسبوع في الأمم المتحدة، هو أن قادة العالم من مختلف بقاع الأرض وعلى اختلاف عقائدهم السياسية، يرون أنه من اللامنطقي، بل من الجنون” أن نستمر على نفس النهج الذي اعتدنا عليه في الماضي لمواجهة التحديات المهولة التي نقف أمامها اليوم، والتي تمنعنا من تحقيق السلام العادل والشامل والدائم”.
ودعا إلى صياغة خطة دولية تتضمن إجراءات ضرورية لتغيير الواقع على الأرض، والاعتراف بدولة فلسطين ودعم عضويتها في الأمم المتحدة، وتطبيق الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الذي يدعمه ويطالب بأن تنهي إسرائيل وجودها غير القانوني في الأرض الفلسطينية المحتلة خلال 12 شهرا.
وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، قال إن بلاده طلبت عقد الاجتماع لتسليط الضوء على ما تشهده غزة “والتصعيد الإسرائيلي الخطير الذي ينذر بنشوب حرب إقليمية شاملة قد تعصف بأمن الجميع.” وتحدث عن المسؤولية الدولية وعدم القبول بالذرائع المتعلقة بالجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين. وتحدث عن اجتماع المجلس عشرات المرات لكنها لم تسفر إلا عن اعتماد قرارين يطالبان بوقف إطلاق النار. وقال إن الاحتلال “لم يعر لهما أي اعتبار أو تقدير أو احترام بل استمر في حربه وانتهاكاته دون أي ردع دولي حاسم أو إدانة صريحة.”
من جهته استهل سيرغي لافروف، حديثه بالإشارة إلى تداعيات التصعيد في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على مناطق أخرى، مشددا على أن السبب الرئيسي للأزمة هو الاستمرار “بعدم حل القضية الفلسطينية.” وتحدث عن مقتل أكثر من 41 ألف فلسطيني أغلبهم من المدنيين خلال عام واحد فقط.
وتوقف عند الوضع في لبنان ومقتل أكثر من خمسمئة شخص خلال يومين منهم خمسون طفلا. وقال إن إسرائيل تنتهك سيادة لبنان وأدان ما تقوم به، ودعا في الوقت ذاته إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية. وشدد على ضرورة أن يستخدم مجلس الأمن الآليات المتاحة لديه لتنفيذ قراراته.