حذر اللواء المتقاعد في جيش الاحتلال اسحق بريك، من أن “نجاحات” إسرائيل وخاصة اغتيال أمين عام نصر الله، حسن نصر الله، “ليس من شأنها تغيير الواقع إذا لم تحقق الأهداف التي وضعتها لنفسها”.
وتابع في مقال نشرت الموقع الإلكتروني لصحيفة “معاريف العبرية” اليوم، الجمعة، أنه “حان الوقت كي يعترف نتنياهو وزمرته، أنصار لازمة ’القضاء على حماس بالمطلق’ و’استسلام حزب الله’، بأن هذه أهداف لا صلة لها بالواقع. ومحاولة الوصول إليها تدفعه هو وحكومته إلى قرارات غير عقلانية وإلى استمرار حرب استنزاف تلحق ضررا جسيما بدولة إسرائيل، وبسبب ذلك قد لا نتمكن من تحقيق الأهداف الهامة فعلا وهي قابلة للتنفيذ إذا لم يتعقل نتنياهو وزملاءه. ومن شأن أداء بنيامين نتنياهو أن يقود إلى انهيار دولة إسرائيل”.
وأشار بريك إلى أن “مشكلة معظم الجمهور الإسرائيلي وقيادته هي أنهم ينظرون من خلال ثقب القفل، ويرون ما يحدث فقط في نقطة زمنية معينة في الحاضر، ولا يرون الصورة الواسعة والنظرة بعيدة المدى للمستقبل”.
وأضاف أن أهداف إسرائيل هي: تحرير المحتجزين في غزة، إعادة البلدات والمستوطنين في شمال وجنوب فلسطين المحتلة، وترميم الاقتصاد، ترميم العلاقات الدولية التي تظهر الآن بانعزال إسرائيل عن العالم الذي يفرض مقاطعة عليها، ترميم مناعة المجتمع الإسرائيلي، ترميم قدرات سلاح البرية، وقف حرب الاستنزاف الحالية.
ودعا بريك إلى السعي لتشكيل حلف دفاعي إقليمي مع الولايات المتحدة و”الدول العربية المعتدلة”، مقابل “محور الشر الجديد: روسيا والصين وإيران”، وإلى التوصل إلى “تسوية مع حماس وحزب الله بوساطة الولايات المتحدة، “وبشروط أفضل بالنسبة لنا بعد اغتيال نصر الله”.
وحذر أيضا من وصول الاجتياح الإسرائيلي إلى نهر الليطاني “لأن اجتياحا كهذا لن ينجح، لأسباب كثيرة”، وذلك “بشرط أن يكون رئيس أركان الجيش الإسرائيلي قد استخلص دروس العملية البرية في قطاع غزة، حيث قُتل معظم جنودنا بسبب الإهمال أو عدم الحرص على تنفيذ الأوامر والأنظمة وانعدام الطاعة العسكرية”.
وشدد بريك على أنه “يجدر بنا أن ندرك أيضا أن احتلال مناطق في لبنان لن يقود إلى التحول المرجو بوقف حرب الاستنزاف وسحب الجيش الإسرائيلي لقواته، بل أن حزب الله سيستمر بإطلاق صواريخ ومقذوفات على إسرائيل وشمالها من مسافات أبعد من المناطق التي نسيطر عليها”، وأنه “حتى لو أراد الجيش الإسرائيلي البقاء في مناطق احتلها، فإنه لن يتمكن من ذلك بسبب النقص في قوات البرية إثر التقليص البالغ لسلاح البرية، وسيضطر إلى سحب القوات من لبنان مثلما فعل في قطاع غزة، وسيحل مكانها مخربو حزب الله”.
وفيما يتعلق بتهديد إسرائيل بالرد على هجوم إيران الصاروخي، دعا بريك إلى “رد منضبط ومنسق مع الولايات المتحدة، كي لا يستدرج ردودا إيرانية أخرى، قد تطلق إيران فيها مئات الصواريخ بالتزامن على التجمعات السكانية في إسرائيل، وسيؤدي ذلك إلى دمار وخسائر رهيب في إسرائيل. وحتى لو قمنا بالرد وندمر آبار النفط الإيرانية، فإنه يوجد إلى جانب إيران من يساعدها في البقاء، لكن من سيساعدنا على البقاء بعد الضربة الرهيبة التي نتلقاها”.
ووصف بريك نتنياهو أنه في حالة “نشوة” بعد اغتيال نصر الله، وأنه “يتجاهل بالمطلق الواقع من حوله، ويعيش في واقع متخيل. وبحسبه، بإمكانه أن ينتصر بالحرب على إيران ووكلائها، أي على العالم العربي المعادي لنا”.
وأشار إلى أن “إحدى أصعب مشاكل شعب إسرائيل هي أنه يغرق بنشوة عندما ننجح، لكنه ليس مستعدا للإنصات إلى المشاكل الشديدة المتوقعة لنا في المستقبل ومواجهتها. وهذا الوضع بدفن الرأس بالرمل يمنح الدعم لنتنياهو وزمرته، غالانت وهيرتسي هليفي، وهو الذي جلب علينا اليوم الأسود في 7 أكتوبر 2023، ومن شأنه أن يجلب علينا يوما أكثر سوادا منه في المستقبل”.