ارتقى مساء اليوم الثلاثاء، 8 شهداء وأصيب نحو 3000 من عناصر حزب الله اللبناني، في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية في بيروت بعد انفجار أجهزة الاتصال اللاسلكي (البيجر) التي يستخدمونها، في عملية يرجح أن الاحتلال الإسرائيلي يقف وراءها.
من جانبه، قال “حزب الله” في بيان له، إن الانفجارات الغامضة أدت حتى الآن إلى مقتل طفلة وشخصين، مضيفا أن الأجهزة المختصة في الحزب تجري تحقيقا واسع النطاق وعلميا لمعرفة سبب الانفجارات المتزامنة.
وفي ذات السياق، أكد مسؤول كبير سابق في جهاز الأمن الداخلي للاحتلال الإسرائيلي (شاباك) أن تفجير أجهزة الاتصال الخاصة بمئات العناصر من حزب الله هو اختراق أمني استخباري غير مسبوق.
وأشار مستشار رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في تغريدة له على موقع “إكس”، إلى أن “إسرائيل” هي المسؤولية عن هذه الهجمات، وذلك قبل أن يتراجع عن تغريدته بعد دقائق من نشرها.
ما هو جهاز “البيجر” الذي انفجر في جيوب رجال المقاومة في لبنان وعائلاتهم..
البيجر، الجهاز الذي تصدر الأنباء بعد انفجار مئات الأجهزة منه، في عناصر حزب الله اللبناني، هو جهاز اتصال أو جهاز نداء، ووصفه حزب الله في بيانه بجهاز “تلقي الرسائل”، وهو جهاز اتصالات لاسلكي يستقبل ويعرض رسائل أبجدية أو صوتية.
والبيجر، هو جهاز استقبال لاسلكي صغير يعمل بالبطارية، وعند تلقي الإشارة، فإنه يطلق تنبيهًا، إما مسموعًا أو اهتزازيًا، ويعرض رسالة رقمية مثل رقم الهاتف أو رسالة نصية إذا كان جهاز النداء قادرًا على التعامل مع الحروف الأبجدية الرقمية.
كانت ذروة استخدام أجهزة “البيجر” في العالم، خلال الثمانينات وحتى التسعينات، رغم أن تاريخه يعود إلى أكثر من 50 عامًا سابقة، ولكن تراجع استخدام في العالم، مع بداية الألفية الجديدة، إذ حضرت الهواتف المحمولة، التي صارت أكثر عملية، وأرخص ثمنًا، وأكثر انتشارًا، ومع ذلك لم يتوقف استخدام الجهاز، سواء في المؤسسات الطبية أو غيرها.
وحسب المعلومات، فإن أجهزة البيجر انفجرت بحامليها في الضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع شرقي لبنان والجنوب (النبطية والحوش وبنت جبيل وصور). رغم تضارب التفسيرات حول كيفية تنفيذ مثل هذا الهجوم.
لماذا يحملها عناصر حزب الله؟
يعتبر جهاز البيجر من التقنيات القديمة نسبيا والتي لا يمكنها الاتصال بالإنترنت، ولذلك تعتبر آمنة نوعا ما من الاختراقات السيبرانية ومحاولات التجسس والتتبع الشائعة عند استخدام الهواتف المحمولة أو الذكية، ولهذا فهي لا تزال تستخدم في المجالات العسكرية والأمنية، وهذا على الأرجح السبب الذي يدفع عناصر حزب الله لامتلاك هذه الأجهزة.
ولا يزال من المبكر معرفة كيف انفجرت هذه الأجهزة بالتحديد حيث إن التفسيرات حول أسباب هذا الأمر لا تزال تتوالى، وأبرزها أن شريحة ما تم زرعها في كافة أجهزة البيجر قبل استيرادها واستخدامها من قبل عناصر حزب الله.
وفُعّلت هذه الشريحة من خلال موجات الراديو المرسلة عبر طائرات مسيّرة تم إطلاقها في مختلف أرجاء لبنان من قبل الاحتلال الإسرائيلي، بحيث تعمل تلك الموجهات على تفجير الشريحة أو رفع سخونة بطارية الجهاز بما يؤدي إلى انفجارها. ومما يعزز النظرية السابقة ما نقلته وكالة رويترز عن مصادر لبنانية تأكيدها أن أجهزة الاتصال التي انفجرت هي “أحدث طراز” جلبه حزب الله خلال الأشهر القليلة الماضية.
كما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية عن مصادر قريبة من حزب الله أن الأجهزة المستهدفة كانت ضمن شحنة جديدة تلقاها حزب الله مؤخرا.
وتركزت الإصابات في جنوبي لبنان والضاحية الجنوبية في بيروت، لكن في الواقع فإنه لا توجد مناطق محددة مستهدفة، حيث إن المصابين كانوا جميع الذين يحملون أجهزة البيجر بغض النظر عن أماكن وجودهم. ومما يدلل على ذلك إصابة 4 أشخاص في سوريا جراء انفجار في سيارتهم في طريق نفق بالعاصمة دمشق، حيث رجحت وسائل إعلام سورية أن المصابين عناصر من حزب الله انفجرت أجهزة اتصال كانوا يحملونها.
وأعلن وزير الصحة اللبناني أن 8 قتلى بينهم طفلة كانوا من بين ضحايا تفجيرات البيجر، وقال إن المستشفيات في الجنوب تجاوزت قدرتها الاستيعابية ويعملون على نقل الجرحى خارج المحافظة.
وكان السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني أحد المصابين جراء انفجار جهاز اتصال كان يحمله، وفقا لوكالة مهر الإيرانية.