بعدما أعطى أوامره لتنفيذ غارات هي الأعنف على الضاحية الجنوبية لبيروت مساء أمس الجمعة، مستهدفة مقر قيادة حزب الله في حارة حريك، ذكّر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بمقولة زعيم الحزب الشهيرة حسن نصرالله “إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت”.
وقال خلال استقبال له في الفندق حيث كان يقيم لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، قبل أن يقطع سفره عائدا إلى تل أبيب، “البعض اعتاد أن يتحدث عن بيت العنكبوت، لكن إسرائيل أثبتت قوتها وأنها من فولاذ”.
كما أردف: “نحن لا ندعي أو نبالغ في هذا الكلام بل لدينا القوة والعظمة، ولقد أثبت شعب إسرائيل أنه حي حقا وقادر على الضرب بقوة حين يريد”.
وشدد نتنياهو على أن بلاده ستواصل ضرب “الأعداء والعمل من أجل أبدية إسرائيل بدون مغالاة ولا مبالغة”، وفق تعبيره.
ضرب المربع الأمني لحزب الله
أتت تلك التصريحات، بعيد ساعات على غارات هي الأعنف على الضاحية الجنوبية، حيث سويت 3 مبان في حارة حريك التي تضم ما يعرف بالمربع الأمني لحزب الله بالأرض، بعد استهدافها بما يقارب 10 قنابل خارقة للملاجئ، من زنة 2 طن.
كما جاءت قبيل ليل عنيف عاشته تلك المنطقة حيث نفذت إسرائيل أكثر من 33 غارة وسط دوي الانفجارات الذي لم يهدأ وتصاعدت النيران من مناطق مختلفة.
في حين لم يعرف بعد مصير زعيم حزب الله حسن نصرالله الذي أفاد الجيش الإسرائيلي سابقا بأنه كان المستهدف من ضرب حارة حريك.
على الرغم من أن الدائرة الإعلامية للحزب أصدرت بيانا أكدت فيه أن “كل التصريحات بشأن الهجوم الإسرائيلي على الضاحية لا صحة لها”، دون أن تحدد ماهية تلك التصريحات
كما لم يصدر أي توضيح آخر بعد ذلك حول من استُهدف في الغارات على حارة حريك. إلا أن مصدرا مقرباً من الحزب أفاد بأن “الأمين العام لحزب الله بخير”، وفق تعبيره.
يذكر أن تلك الغارات الإسرائيلية تشي بتخطي كل الخطوط الحمر في الصراع بين حزب الله إسرائيل، وفق ما أكد العديد من المراقبين، رغم أن مسؤولاً إسرائيلياً كبيرا كان أشار اليوم السبت إلى أن الهدف من تلك الهجمات كسر حزب الله وبالتالي تجنب الغزو البري للبنان.
ومنذ الأسبوع الماضي شهد الصراع تحولا كبيرا، إثر تفجير آلاف أجهزة اللاسلكي التي يستعملها حزب الله، فضلا عن تنفيذ إسرائيل عدة اغتيالات لقادة كبار في الحزب بغارات على الضاحية، ما شكل ضربات مؤلمة للحزب الذي رد عبر إطلاق مئات الصواريخ نحو شمال إسرائيل.
في حين أدى التصعيد الإسرائيلي منذ يوم الإثنين الماضي فقط إلى مقتل أكثر من 700، ونزوح الآلاف من الجنوب والبقاع (شرق البلاد) وحتى الضاحية.