قد يكون الصيام تحدياً بالنسبة إلى كبار السن. يزداد التحدي خصوصاً إذا كانوا يعانون أمراضاً مزمنة أو أمراض الشيخوخة التي تؤثر على قدرتهم على تحمل الصيام. لكن من الممكن أن يكون الصيام آمناً ومفيداً لكبار السن عند اتباع النصائح أدناه.
هل يتمكن جميع كبار السن من الصيام؟
لا بد لكبار السن من استشارة الطبيب قبل أخذ قرار الصيام، فقد لا يتمكن بعضهم، خصوصاً أولئك الذين يعانون من بعض الأمراض، من الصيام لأنه قد يكون أكثر ضرراً بصحتهم:
مرضى السكري الذين يعانون من انخفاض أو ارتفاع نسبة السكر في الدم، وأُدخلوا إلى المستشفى بسبب مشاكل في عدم استقرار نسبة السكر في الدم في الأشهر الثلاثة الماضية.
كبار السن الذين لديهم مشاكل في الكلى أو القلب، ويواجهون مشاكل في تنظيم المياه في أجسامهم، فالصيام قد يؤدي إلى إصابتهم بالجفاف، ويؤدي الى الانتفاخ عند شرب كثير من الماء بعد الإفطار.
يؤثر الصيام على كبار السن ويؤدي إلى ضعف العضلات والخمول والدوار الذي قد يزيد خطر السقوط، كما أن كبير السن الذي سقط من قبل يكون أكثر عرضة لخطر السقوط مرة أخرى.
تقسيم وجبة الإفطار
الإفطار الثقيل مرة واحدة قد يسبب إجهاد الجهاز الهضمي، لذلك يوصى بتقسيم الوجبات خلال فترة الإفطار إلى وجبات عدة صغيرة الحجم والبدء بوجبة خفيفة (ماء، تمر، شوربة) لتهيئة الجهاز الهضمي لاستقبال الطعام، ثم تناول وجبات غذائية متكاملة تحتوي على جميع العناصر الغذائية من البروتينات والألياف والحبوب الكاملة.
تأخير وجبة السحور
إن تناول وجبة السحور قبل الفجر بوقت طويل قد يتسبب في استهلاك الطاقة المستمدة من الطعام في وقت مبكر ويؤدي إلى الشعور بالضعف والجوع حتى يحين وقت الإفطار، بينما يحافظ تناول وجبة السحور قبل الفجر مباشرة في الحفاظ على مستويات الطاقة طوال اليوم.
تناول الأطعمة المغذية
ينصح في وجبة السحور بتناول الأطعمة المغذية، كالبيض والزبادي والحساء، والأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الماء مثل الفواكه والخضروات الطازجة.
التقليل من السكر والملح
يمكن أن تتسبب الأطعمة السكرية في ارتفاع مستويات السكر في الدم ثم انخفاضها بسرعة، ما سيؤدي إلى الشعور بالتعب وانخفاض الطاقة. والأطعمة الغنية بالملح يمكن أن تزيد خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وقصور القلب وأمراض الكلى، لذلك يوصى خلال وجبتي الإفطار والسحور باختيار الأطعمة التي تحتوي على كميات قليلة من السكر والملح.
تناول كميات كافية من الماء
من المهم لكبار السن شرب كمية كافية من الماء، إذ هم أكثر عرضة للجفاف بسبب انخفاض شعورهم بالعطش الذي قد يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم وتلف الكلى. وتبلغ حاجة كبار السن إلى استهلاك ما بين ثمانية وعشرة أكواب من الماء يومياً، ينصح بتناولها تدريجياً في الفترة من الإفطار إلى السحور.
التقليل من الكافيين
يُنصَح بالتقليل من المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة والشاي والكولا لأنها مدرة للبول وقد تؤدي إلى فقدان الماء من الجسم والإصابة بالجفاف، واستبدالها بشاي النعناع أو الأعشاب أو البابونج.
ممارسة النشاط الخفيف
جعل التمارين الخفيفة روتيناً يومياً مهم جداً لكبار السن، مثل المشي لمدة نصف ساعة قبل وجبة الإفطار، أو المشي إلى المسجد لأداء صلاة العشاء بدلاً من القيادة، لأنه يساعد على تحسين الدورة الدموية والشعور بمزيد من النشاط وتقليل التعب وتدريب عضلات الجسم، ويقلل ارتفاع ضغط الدم، وخطر الإصابة بمرض السكري، ومنع هشاشة العظام.
مراقبة الصحة أثناء الصيام
يجب على كبار السن الانتباه إلى صحتهم دائماً، خاصة أثناء الصيام، فيُنصَح بمراقبة الوزن وضغط الدم ومستويات سكر الدم والكوليسترول. وعند ظهور أي تغير صحي طارئ مثل الإعياء والدوار أو الانخفاض الحاد في الضغط أو السكر، يجب التوقف عن الصيام والتوجه إلى الطبيب.