أكد رئيس حركة “حماس” في خارج فلسطين، خالد مشعل، أن رئيس المكتب السياسي للحركة الشهيد يحيى السنوار “أصبح باستشهاده أيقونة على مستوى شعبنا وشعوب الأمة وأحرار العالم”.
وقال مشعل في كلمة له اليوم الأحد، “لقد بات أبو إبراهيم (يحيى السنوار) في لحظة استشهاده أيقونة عند العالمين، فخرًا لكل طالب حرية، أنموذجًا يقتدى به، (..)، عاش حياةً ملؤها الجهاد والكفاح وقوة الشكيمة والفداء والشجاعة، ولقي ربه بخاتمة تليق بحياته”.
وأردف: “الشهداء يفوزون عند ربهم، ويبعثون روحًا عظيمةً في حركتهم وفي شعبهم وفي أمتهم وفي الإنسانية”. مستطردًا: “السنوار بهذه الشهادة، ترك فراغًا، وخسارة لنا على المستوى المادي”.
وتابع: “هكذا كانت حماس تخسر قادتها بالمقاييس البشرية المادية، هم يفوزون والحركة تتجذر في واقع شعبنا، وتتعمد طريقتهم، وتصبح المقاومة أشد صلابة وبأسًا”.
واستدرك: “قيادة الحركة عبر مسيرتها الكبيرة تودع أقمارها وتودع عظماءها؛ ودعنا أحبة عظماء من قيادات الحركة في غزة وفي الضفة وفي الخارج وفي المخيمات”.
وأضاف: “حماس على عهد كل القادة العظماء؛ هذه الحركة ستظل وفية لطريقها ولدرب الشهداء ولمبادئها ولقيمها ولمثلها ولاستراتيجيتها في القيادة والمقاومة”.
وأفاد مشعل: “ترجل القائد الفارس زعيم الحركة وقائد الطوفان (يحيى السنوار) الذي عاش 6 عقود، قضاها حرًا بين أبناء شعبه وإخوانه في الحركة، وحرًا خلف أسوار السجون، كان حرًا في كل حياته، ولقي ربه حرًا، رافع الرأس”.
وأكمل: “الشهداء يتحولون إلى نماذج ملهمة، تزيد الحركة (المقاومة) مضاءً، وتصنع من بعدهم أجيالًا أشد مراسًا تواصل الطريق”.
وأشار إلى أن “الاحتلال أراد لأبي إبراهيم خاتمة، لكن الله بنعمته اختار له خاتمة عظيمة. عاش سيدًا وعظيمًا ومات كذلك، رفع الهامة وقاد شعبه وحفر طريق النضال عظيمًا”.
وذكر مشعل: “السنوار فتح الطوفان في وجه الكيان فتزلزل، وزلزالك يا أبا إبراهيم الذي أطلقته في السابع من أكتوبر سيقضي على هذا الكيان”.
وبيّن: “هذه حركة لا تتخلى عن ميراثها وستظل على الدرب، حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولا، وهي تقدم إخوانها على هذا الدرب، وكلما ترجل قائد نهض قائد، وهذه عقود الحركة الأربعة تعزز ذلك”.
ولفت مشعل النظر إلى أن قيادة حماس “ستظل ترقب ما يجري في الميدان وسيظل قلبها وعقلها مشغولًا بحاضنتنا في غزة، هذه الحاضنة العظيمة التي تحملت مشوار المقاومة منذ عقود مع شقيقتها في الضفة والـ 48 والشتات”.
وقال: “هذه غزة العزة حاضنتنا العظيم، أعظم حاضنة في التاريخ”. مشددًا: “قيادة الحركة ستظل تعمل على وقف العدوان على غزة ووقف هذا الظلم وهذا الدم الذي يسفك من سنوات بعيدة وخاصة في عام الطوفان، ولا سيما في الأسبوعين الأخيرين”.
وجدد القيادي في “حماس” التأكيد على أن “العدو سيخسر، وحماس ستعمل على رفع الظلم عن أهل غزة ووقف العدوان والمجازر بكل ما أوتيت”.
ونبه إلى أن “حماس منفتحة على كل حل يضمن حق الشعب الفلسطيني، ويرفع الظلم عنه، ويوقف العدوان، ويرحل الاحتلال عن أرضنا، وتظل غزة عزيزة كريمة مع باقي فلسطين”.
ونوه إلى أن حركة حماس حين رفعت الراية إلى جانب قوى المقاومة، “ما زالت على استراتيجيتها في اختيار نهج المقاومة والتحرير، حتى نستعيد الأرض ونطهر القدس، ونستعيد المسجد الأقصى المبارك، ومقدساتنا المسيحية والإسلامية”.
وأكد: “سنستعيد مجدنا واستقلالنا، ونعيد الأسرى إلى أهلهم وبيوتهم أعزاء كرماء، ونقضي على هذا المشروع الصهيوني الذي هو خطر على فلسطين وعلى الأمة”.
ودعا “مشعل”، الأمة العربية والإسلامية إلى تحمل مسؤولياتها. مشددًا: “هذه لحظة الحقيقة، فالطوفان ليس معركة الفلسطينيين، إنه طوفان الأقصى، والأقصى مقدسكم وقبلتكم الأولى”.
واستدرك: “يا أمتنا إن لم تبادروا إلى فتح الصراع مع هذا العدو، وهو قد فتح الصراع ضدكم، لن يقبل منكم إلا الخضوع، وأمتنا العظيمة لا تقبل الخضوع ولا الهوان”.
وتابع: “في ظل الطوفان المبارك، أدرك أبناء الأمة وأحرار العالم عدالة قضيتنا ومجدوا أبطالنا وعلموا أن هذا العدو مجرم ليس لديه قيم ولا أخلاق ولا إنسانية”.
وأنهى حديثه بالتأكيد: “هذه لحظة وفرصة تاريخية أن نقف صفًا واحدًا لمواجهة هذا المحتل ونقضي عليه، وننقذ فلسطين والقدس والأقصى، ونحمي أمة العروبة والإسلام منه وشره، ونريح البشرية من هذا الكيان”.