أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنّ القوات الأمريكية استولت على ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا، مما يمثل تصعيداً حاداً في حملة الضغط التي تشنها واشنطن ضد حكومة الرئيس نيكولاس مادورو.
وصرّح ترامب للصحافيين في البيت الأبيض قائلاً: “لقد استولينا للتو على ناقلة نفط على ساحل فنزويلا – ناقلة كبيرة، كبيرة جداً، وهي في الحقيقة أكبر (ناقلة نفط) يتمّ الاستيلاء عليها على الإطلاق”.
ولم يقدم ترامب أي تفاصيل عن السفينة ومالكها ووجهتها.
إلا أنه قال إنها “صودرت لأسباب وجيهة للغاية” بحسب تعبيره.
وعندما سأله الصحفيون عما ستفعله الولايات المتحدة بالنفط الموجود على متن الناقلة، قال ترامب: “أعتقد أننا سنحتفظ به… أفترض أننا سنحتفظ بالنفط”.
من جهتها، وصفت المدعية العامة الأمريكية بام بوندي، السفينة في منشور على إكس بأن الناقلة كانت جزءاً من “شبكة شحن غير مشروعة” تدعم “منظمات إرهابية أجنبية” وأنها “تستخدم لنقل النفط الخاضع للعقوبات (الامريكية) من كل من فنزويلا وإيران” مرفقة منشورها بفيديو لعملية الاستيلاء.
وأظهر مقطع الفيديو جنوداً وهم ينزلون بالحبال من مروحية إلى سطح ناقلة النفط، ثم يتجولون على متنها وأسلحتهم مصوبة.
وقال مصدر لشبكة سي بي إس، الشريكة الأمريكية لبي بي سي، إنّ وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، كان على علم بالعملية، وإن إدارة ترامب كانت تدرس اتخاذ المزيد من الإجراءات المماثلة.
وتتهم إدارة ترامب فنزويلا بتهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة، وقد كثفت جهودها لعزل الرئيس مادورو في الأشهر الأخيرة.
وكان ترامب قال مؤخراً في مقابلة مع موقع “بوليتكيو” إنّ أيام الرئيس الفنزويلي باتت “معدودة”.
في المقابل، نددت وزارة الخارجية الفنزويلية بشدة في بيان لها، بما وصفته أنه “سرقة فاضحة وعملاً من أعمال القرصنة الدولية التي أعلن عنها رئيس الولايات المتحدة علناً”.
وتتهم فنزويلا، التي تمتلك أحد أكبر احتياطيات النفط المؤكدة في العالم، واشنطن بالسعي إلى سرقة مواردها.
وأصدرت الحكومة الفنزويلية بياناً تدين فيه عملية الاحتجاز باعتبارها “جريمة دولية خطيرة”.
ووصف وزير الداخلية ديوسدادو كابيو، الولايات المتحدة بأنها دولة “قتلة ولصوص وقراصنة”.
وأشار إلى فيلم “قراصنة الكاريبي”، لكنه قال إنه بينما كان جاك سبارو، الشخصية الرئيسية في الفيلم، “بطلاً”، فإنه يعتقد أنّ “هؤلاء الرجال مجرمون في أعالي البحار، وقراصنة”.
وقال كابيو إنّ هذه هي الطريقة التي “أشعلت بها الولايات المتحدة الحروب في جميع أنحاء العالم”.
وكان مادورو صرّح في وقت سابق، أنّ فنزويلا لن تصبح أبداً “مستعمرة نفطية”.

