واصل عناصر الإطفاء في مدينة لوس أنجلوس الأميركية، أمس الاثنين، مكافحة حرائق الغابات الهائلة المستعرة، والتي أودت بحياة 24 شخصاً على الأقل، فيما حذّر مسؤولون من رياح مقبلة قد تؤدي إلى تأجيج النيران.
ولليوم السابع على التوالي، تجتاح الحرائق ثاني كبرى مدن الولايات المتحدة، حيث تحوّلت تجمّعات سكنية بأكملها إلى مجرّد ركام محترق ما أدّى إلى تشريد الآلاف.
وأعلن الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن، أمس، أنّ إعادة الإعمار في لوس أنجلوس بعد الأضرار الجسيمة التي خلّفتها الحرائق ستتطلّب عشرات مليارات الدولارات.
وحدّت جهود الإطفاء الضخمة من انتشار حريق “باليسيدس” الذي يقترب من حي “برينتوود” الراقي، ووادي سان فرناندو المكتظ بالسكان. لكن يتوقع أن يتدهور الوضع بشكل أكبر مع ظروف تشكل تهديداً للأرواح في ظل اشتداد حدة الحرائق.
وساد شعور بالإحباط في أوساط السكان في لوس أنجلوس الذين تمّ إجلاؤهم، وقيل لهم إنه لن يكون بإمكانهم العودة قبل يوم الخميس المقبل على أقل تقدير عندما تتراجع حدة الرياح.
وتعليقاً على الحرائق المستعرة في لوس أنجلوس، اتهم الرئيس المنتخب دونالد ترامب المسؤولين في ولاية كاليفورنيا بـ”عدم الكفاءة” رغم عملية إخماد النيران التي لم تهدأ على مدار 24 ساعة منذ اندلاع الحرائق.
البحث عن الجثث وسط ظروف خطيرة
وقال مسؤول الشرطة في المدينة، روبرت لونا، إنه تمّ تعليق عمليات مرافقة السكان إلى هذه المناطق بسبب الرياح والظروف الخطيرة للركام، إضافةً إلى الحاجة لانتشال جثث الضحايا.
وتنفّذ فرق إغاثية تستعين بالكلاب عمليات بحث مع توقعات بأن ترتفع حصيلة القتلى.
كما تمّ توقيف عدد إضافي من اللصوص الذين تنكر أحدهم بزي عنصر إطفاء. فيما تمّ تمديد حظر التجول الليلي في المناطق التي أجلي منها السكان، وطُلبت إمدادات إضافية من قوات الحرس الوطني.
زوابع اللهب تشكل نظاماً جوياً يسهم في زيادة الحرائق
وأتى حريق “باليسيدس” على 9500 هكتار، ولم يتم احتواؤه إلا بنسبة 13% حتى الآن.
وأظهرت تسجيلات مصورة “زوابع من اللهب” التي تتشكل عندما يكون الحريق قوياً، إلى حد يؤدي إلى تشكّل نظامه الجوي الخاص به.
فيما يتمّ احتواء حريق “إيتون” في ألتادين، بحسب البيانات، إذ تمّت السيطرة على 27% من المنطقة التي اشتعل فيها.
ونشرت إدارة الطب الشرعي في مقاطعة لوس أنجلوس قائمة للقتلى من دون تقديم تفاصيل عن هويات أي منهم.
وأفادت الوثيقة بأنّ ثمانية من القتلى سقطوا في منطقة اندلاع حريق “باليسيدس” و16 في منطقة اندلاع حريق “إيتون”.
وتراجع إجمالي عدد السكان الخاضعين لأوامر إخلاء إلى 100 ألف بعدما وصل إلى نحو 180 ألفاً.