ذكرت وكالة رويترز في تقرير لها، اليوم الجمعة، أن الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد لم يبلغ أحدا بخططه للهروب من سوريا، وذلك مع انهيار نظامه واقتراب قوات المعارضة المسلحة من العاصمة دمشق.
وأضاف التقرير أنه تم خداع مساعدي الأسد والمسؤولين بنظامه، وكذلك أقرباؤه الذين لم يعرفوا شيئا عن خطته للهروب، وذلك حسب ما قال 14 فردا مطلعين على الأمر في مقابلات مع رويترز.
“الدعم الروسي في الطريق”
وعقد الأسد اجتماعا مع 30 فردا من قيادات الجيش والأجهزة الأمنية بمقر وزارة الدفاع في دمشق يوم السبت، قبل ساعات من هروبه من العاصمة في وقت مبكر من صباح الأحد، أكد فيه أن “الدعم العسكري الروسي في الطريق”، وطالب القوات على الأرض بالتمسك بمواقعها، وذلك وفقا لما نقلته رويترز عن قائد في النظام السابق حضر هذا الاجتماع، وطلب عدم ذكر اسمه.
كما أخبر الأسد مدير مكتب الرئاسة مساء السبت، بعد أن انتهى من العمل، أنه ذاهب إلى منزله، بينما توجه إلى مطار دمشق، وذلك وفق ما نقلته رويترز عن أحد مساعدي الأسد ضمن الدائرة المقربة منه.
وتواصل الأسد مع مستشارته الإعلامية بثينة شعبان، وطلب منها الحضور إلى منزله لكتابة خطاب له، وعندما وصلت لم تجد أحدا في المنزل، وفق ما قاله مساعد الأسد.
ترك مساعديه لمصيرهم
وأوضح نديم حوري، المدير التنفيذي لمبادرة الإصلاح، وهي مركز دراسات مختص بشؤون المنطقة، أن “الأسد لم يُلقِ خطابا أخيرا، ولم يحشد قواته، بل ترك أنصاره يواجهون مصيرهم”.
وذكرت رويترز في تقريرها أن المقابلات التي أجرتها مع 14 فردا كانوا على صلة بالأسد في أيامه الأخيرة في السلطة “ترسم صورة لزعيم يبحث عن مساعدة خارجية لتمديد حكمه المستمر منذ 24 عاما. وعندما فشل الأسد في الحصول على هذا الدعم، اعتمد على الخداع والتخفي للهروب من سوريا في الساعات الأولى من صباح الأحد”.
وأشار التقرير إلى أن قائمة من تحدثوا لرويترز عن الساعات الاخيرة للأسد قبل هروبه تضم مساعدين في الدائرة المقربة منه، ودبلوماسيين في المنطقة، ومصادر أمنية، ومسؤولين إيرانيين، وطلبوا جميعا عدم ذكر أسمائهم.
لم يخبر ماهر ومخلوف بخططه
وذكر ثلاثة أفراد ممن تحدثوا لرويترز أن بشار الأسد لم يبلغ أخاه ماهر الأسد، الذي كان يقود الفرقة الرابعة من الجيش، التي كانت تعد فرقة النخبة، بخططه للهرب من سوريا.
وقام ماهر بالهروب بدوره على متن طائرة إلى العراق ومنها إلى روسيا، وفق هذه المصادر.
كما نقلت رويترز عن مصدر أمني لبناني ومساعد سابق للأسد أن إيهاب وإياد مخلوف، وهما من أقرباء الأسد، لم يعلما بهروبه من سوريا، وبعد أن علما حاولا الفرار بسيارة عبر حدود لبنان، لكن المعارضة المسلحة أطلقت النار عليهما فقُتل إيهاب وأصيب إياد بجروح.
ولم يصدر تأكيد رسمي من جانب لبنان لهذا الحادث.
الهروب إلى قاعدة روسية ثم إلى موسكو
ونقلت رويترز عن دبلوماسيين من المنطقة أن الأسد نفسه هرب من دمشق على متن طائرة إلى القاعدة الروسية في محافظة اللاذقية، وتم إيقاف تشغيل جهاز الإرسال والاستقبال في الطائرة لمنع تتبُّعها من قِبل قوات المعارضة.
وبعد وصوله إلى القاعدة، توجه بطائرة إلى موسكو، حيث كانت زوجته وأبناؤه الثلاثة بانتظاره.
وقال ثلاثة دبلوماسيين إقليميين إن الأسد زار موسكو في 28 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد يوم من سيطرة قوات المعارضة السورية على محافظة حلب، لكن مناشداته للتدخل العسكري لم تلق قبولا لدى الكرملين.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين، الأربعاء، إن روسيا بذلت الكثير من الجهد للمساعدة على استقرار سوريا، لكن أولويتها الآن هي الصراع في أوكرانيا.
المصدر : رويترز