تمثل قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي أحد أبرز القضايا الإنسانية والسياسية التي تعكس مدى معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال. يعيش الأسرى أوضاعًا مأساوية في ظل انتهاكات مستمرة لحقوقهم الأساسية، حيث تمارس إدارة السجون سياسات قمعية ممنهجة تشمل التعذيب، الإهمال الطبي، التجويع، والحرمان من أبسط مقومات الحياة.

يقول الخبير في شؤون الأسرى، حسن عبد ربه، خلال حديثه لراديو طريق المحبة إن الظروف التي يعيشها الأسرى الفلسطينيون داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي مأساوية للغاية، حيث تتزايد الانتهاكات ضدهم بشكل يومي. وأوضح أن سلطات الاحتلال تعمد إلى سياسات ممنهجة تستهدف زيادة معاناة الأسرى بشكل متعمد، بما في ذلك سياسة “الإقصاء القسري” التي طالت أكثر من 2000 أسير فلسطيني من قطاع غزة، يتم تصويرهم كمقاتلين غير شرعيين، ما يحرمهم من الحقوق الحياتية والقانونية.

وأضاف عبد ربه أن سياسة التجويع الممنهج أدت إلى تدهور صحة الأسرى بشكل كبير، حيث فقد العديد منهم أكثر من 20 كيلوجرامًا من أوزانهم. كما أشار إلى منع زيارات العائلات منذ أكثر من 14 شهرًا، إضافة إلى حظر دخول اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى السجون، مما حرم الأسرى من أدنى حقوقهم الإنسانية.

وأشار عبد ربه إلى أن الاحتلال يتعمد ارتكاب انتهاكات خطيرة بحق الأسرى، بما في ذلك الاعتداءات الجسدية، التعذيب، والإهمال الطبي. وبيّن أن هناك نحو 49 أسيرًا استشهدوا منذ أكتوبر الماضي، منهم 30 أسيرًا من قطاع غزة، نتيجة الإهمال الطبي، التعذيب، أو القتل العمد.

وأوضح أن أوضاع الأسرى المرضى مأساوية، حيث يعاني العديد منهم من أمراض مزمنة تفاقمت نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، مثل مرض الجرب الذي انتشر بين أكثر من 2500 أسير. وأشار إلى أن هذا المرض يسبب معاناة جسدية ونفسية شديدة للأسرى في ظل انعدام النظافة وغياب العلاج المناسب داخل السجون.

وأكد عبد ربه أن فصل الشتاء يضيف إلى معاناة الأسرى والأسيرات، حيث تمنع سلطات الاحتلال إدخال الملابس الشتوية، الأغطية، ووسائل التدفئة. وأوضح أن إدارة السجون لا توفر أي تجهيزات للتدفئة، مما يجعل هذا الشتاء من أكثر المواسم قسوة على الأسرى.

وبيّن عبد ربه أن الأسيرات يعانين من أوضاع خاصة أكثر قسوة، حيث يتعرضن للتفتيش العاري، العزل الانفرادي، وعمليات اقتحام الغرف دون إنذار مسبق. وأشار إلى أن إدارة السجون تستخدم هذه الأساليب لإذلال الأسيرات والنيل من كرامتهن.

وأضاف أن سلطات الاحتلال تستمر في سياسة الاعتقالات العشوائية، حيث وصل عدد الأسرى إلى أكثر من 10,300 أسير، من بينهم 200 طفل قاصر، و80 أسيرة، ونحو 3500 أسير يخضعون للاعتقال الإداري دون محاكمات أو لوائح اتهام.

واختتم عبد ربه حديثه بالتأكيد على أن هذه الانتهاكات هي جزء من سياسة منهجية تمارسها سلطات الاحتلال بهدف الضغط على الأسرى وكسر إرادتهم. وطالب المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية بالتحرك الفوري للضغط على الاحتلال لإيقاف هذه الجرائم وضمان الحقوق الأساسية للأسرى، مؤكدًا أن الحرية هي السبيل الوحيد لإنهاء معاناتهم.

شاركها.
Exit mobile version