بعد خمس سنوات من العمل في أعقاب الحريق الذي نشب فيها، ستعيد كاتدرائية نوتردام دو باري أخيرا مساء اليوم فتح أبوابها، حيث سيتمكن الزوار مرة أخرى من المشي عبر صحنها واكتشاف مصلياتها الجانبية التسعة والعشرين التي تم ترميمها بالكامل، لهذا المبنى التاريخي الذي يزوره كل عام حوالي 14 مليون شخص، وظل المعلم الأكثر زيارة في أوروبا حتى عام 2019.
قصر الإليزيه أعلن أن الاحتفالات ستبدأ عند الساعة السابعة مساء بفتح الأبواب، يليها عرض فيلم يتتبع خمس سنوات من إعادة الإعمار، يليها قراءة قصيدة للويس أراغون، وعرض موسيقي للأخوين رينو وغوتييه كابوسون. وتستمر الاحتفالات في الجزء الثاني من السهرة بحفل موسيقي ابتداءً من التاسعة والنصف مساءً.
ويُفترض أن يلقي الرئيس إيمانويل ماكرون خطاباً حوالي الساعة السابعة وعشرين دقيقة مساءً أمام العشرات من رؤساء الدول والشخصيات السياسية، بما في ذلك الرئيس الأمريكي المقبل المنتخب حديثًا دونالد ترامب، ولكن أيضًا السيدة الأمريكية الأولى حاليا جيل بايدن والأمير ويليام، فيما أعلنت مؤسسة الاتحاد الأوروبي أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين لن تحضر في نهاية المطاف الحفل.
وكان من المقرر في البداية أن يلقي رئيس الدولة خطابه هذا خارج المبنى، احترامًا للفصل بين الدولة والكنيسة. لكن نظراً لسوء الأحوال الجوية، سيتم إقامة الحفل بأكمله داخل الكاتدرائية.
البابا فرنسيس، الذي رفض الدعوة التي وجهتها فرنسا العام الماضي وبالتالي لن يحضر مراسم إعادة الافتتاح، بعث برسالة رئيس أساقفة باريس “موجهة للفرنسيين” سيقرأها “في بداية الاحتفال” عميد الكاتدرائية أوليفييه ريبادو.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت قد تفقدا مساء يوم الجمعة الماضي كاتدرائية نوتردام دو باري قبل أسبوع من افتتاحها، حيث شكر (ماكرون) الألفي شخص الذين ساهموا في العمل، والذين حضر حوالي 1300 منهم إلى الكاتدرائية للاستماع إلى خطاب رئيس الجمهورية، الذي كرم خلاله عز الدين هدنا، وهو عامل سقالة وأحد رموز إعادة الإعمار، يبلغ من العمر 64 عاما، والذي توفي قبل ثلاثة أسابيع إثر تعرضه لحادث صحي خطير. كما لم يفوت ماكرون خلال كلمته الفرصة للتأكيد على الجانب التاريخي للموقع.
ووصف ماكرون فتح أبواب نوتردام مجدداً، في السابع من ديسمبر، بأنه، إلى جانب دورة الألعاب الأولمبية التي استضافتها باريس خلال الصيف، “من دواعي افتخار” فرنسا.
وفي كل محطة من مراحل زيارته العشر، يتحدث ماكرون، برفقة زوجته ورئيس أساقفة باريس لوران أولريش، مع بعض الذين عملوا في الورشة، وأدلى بتعليقات امتدح فيها الأعمال المنفذة.