قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم السبت، خلال افتتاح منتدى الدوحة بحضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إنّ ما يجري في غزة من إبادة جماعية سيؤثر بالمنطقة وتمتد تداعياتها إلى لبنان وسورية، ودعا إلى ابتكار حلول جديدة لإنهاء العنف الراهن في المنطقة والعالم.
وشدد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري على ضرورة وضع حدّ لاستمرار المأساة الإنسانية في غزة “التي تشهد دوامة عنيفة وأزمة إنسانية غير مسبوقة وامتدت تداعياتها إلى لبنان وسورية”، محذراً من أنّ “بقاء الوضع في غزة على حاله ستكون له تداعيات خطيرة تهدد أمن المنطقة، وقد شهدنا ذلك في لبنان”.
وأضاف أنّ “التمسّك بالنهج التقليدي بالتعامل مع الأزمات المستعصية يؤدي إلى تفاقمها”، لافتاً إلى “ضرورة ابتكار أساليب جديدة لإنهاء العنف والتأسيس لسلام مستدام”. وتابع بأنّ “تجربة الهدنة التي تحققت أثبتت إمكانية نجاح العمل الدبلوماسي”، وتساءل: “كيف يمكن لمجتمع دولي يتحدّث عن الحلول التكنولوجية أن يفشل في حماية المدنيين بمناطق النزاع”.
ولفت رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري إلى أنّ “العالم بات يواجه تحديات تقنية كبيرة كالذكاء الاصطناعي، ويجب الحرص على أن يكون هذا التطور لصالح البشرية، فالابتكار الحقيقي يجب أن يكون موجهاً لخدمة الإنسانية جمعاء”.
وكرّم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في الجلسة الافتتاحية لمنتدى الدوحة، صحافيين من وسائل إعلام عربية وأجنبية ممن غطّوا الحرب على غزة ولبنان، من بينهم مراسل الجزيرة في غزة وائل الدحدوح.
وانطلقت في الدوحة أعمال النسخة الثانية والعشرين من منتدى الدوحة تحت شعار “حتمية الابتكار”، اليوم السبت، حيث يسعى المنظمون من خلاله لاكتشاف كيف يمكن للتفكير الابتكاري أن يُعيد تشكيل المُستقبل ويقود نحو واقع أكثر أماناً واستدامة وازدهاراً، في عالم سريع التغير مع التطور المتسارع لأنظمة الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي. ويعكس شعار النسخة الحالية الدعوة القطرية المتمثلة بوجوب اتخاذ الابتكار أسلوب حياة وإدارة من أجل بناء مستقبل يتسع للجميع ويشارك فيه الجميع دون إقصاء، وفق مبادئ التشاركية والعدالة والعمل المُشترك والانفتاح على الآخر.
كذلك يبحث منتدى الدوحة في المحور السياسي قضايا الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، والتطورات الجارية في سورية، والسعي نحو تحقيق الاستقرار في لبنان، وآخر التطورات في أفغانستان وتآكل الجهود الدبلوماسية، واستكشاف سبل إحياء عملية السلام في المنطقة والعالم، فيما يُعقد على هامشه اجتماع لمسار أستانة الخاص بسورية بمشاركة وزراء خارجية إيران وتركيا وروسيا.
ويحضر المنتدى أكثر من 4500 مُشارك من أكثر من 150 دولة، وأكثر من 300 متحدث، بينهم 7 رؤساء دول، و7 رؤساء حكومات، و15 وزيرَ خارجية، كذلك سيحضر المُنتدى كبار المسؤولين وقادة المُنظمات الإقليمية والدولية والأممية وقادة الرأي وصناع الفكر والخبراء. ويناقش قادة العالم وصناع السياسات والخبراء الملتزمون تشكيل الأجندة العالمية من خلال الحوار القائم على العمل، على مدى يومين، حلولاً مبتكرة للتحديات الأكثر أهمية في العالم، من التوترات الجيوسياسية والأمن العالمي، إلى الأزمات الإنسانية والتقدم التكنولوجي.